كشفت منظمة أوكسفام الإنسانية غير الحكومية أن «الكلفة الحقيقية لارتفاع درجات الحرارة لا يقاس بالدولارات وإنما بحياة الملايين والملايير من البشر»، ودعت الدول الصناعية إلى القيام فورا بخفض انبعاثاتها من الغازات المسببة لارتفاع حرارة الأرض بنسبة 40 في المائة على الأقل، بحلول 2020. وستعاني دول الجنوب بصورة كبيرة من الآثار المترتبة على التصحر والفيضانات والظواهر المناخية القصوى المرافقة للتغير المناخي، وقد يتطور الأمر إلى مشكلات أمنية كبيرة، حيث يتوقع أن يؤثر ارتفاع الحرارة والظواهر الطبيعية المتطرفة بشكل خاص على بعض المحاصيل الأساسية مثل الذرة والأرز والتي يعيش عليها الفقراء. ويؤدي ارتفاع معدل الحرارة بدرجة مئوية واحدة إلى تراجع محاصيل الأرز بنسبة 10 في المائة، وهي الزراعة التي يعيش منها القسم الأكبر من سكان الأرض. أما القمح، فيتوقع أن يستفيد من ارتفاع الحرارة في شمال أوروبا وكندا، في حين سيتراجع الإنتاج في سهول الغانج الهندية بأكثر من 50 في المائة بحلول 2050 مما سيهدد الأمن الغذائي لنحو 200 مليون شخص. وتنتج سهول الغانج حوالي 15 في المائة من الإنتاج العالمي من القمح. وارتفعت حرارة الأرض بمعدل درجة واحدة خلال قرابة قرن. وحذر العلماء من أن معدل الحرارة في العالم سيرتفع في القرن الجاري، بين درجتين وخمس درجات مئوية. وكانت دراسات أخرى قد أشارت إلى أن الكرة الأرضية كانت تسخن نصف درجة مئوية كل قرن، حتى سبعينيات القرن الميلادي العشرين، لكن هذه الوتيرة بلغت درجتين مئويتين كل قرن، بعدئذ، وأن أعماق المحيطات تمتص هذه الحرارة الزائدة وتخفي بذلك المشكلة، إلى حين. واتفقت الدول الثمان الكبرى على محاولة الحد من ظاهرة ارتفاع درجة حرارة العالم إلى درجتين مئويتين، وتعهدت بخفض الانبعاثات بما بين 50 و80 في المائة بحلول منتصف القرن. وتنفث مصانع العالم في الجو كل سنة 23 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة، وقد زاد تركيز ثاني أكسيد الكربون في جو الأرض 31 في المائة عما كان من قبل. ولم يحدث هذا التركُّز من 420 ألف عام. وقد عرف العلماء هذا الأمر من فحص عينات ثلج قطبية يقرب عمرها من نصف مليون سنة. ويقول الباحث الجيوفيزيائي سيون ايكي اكاسوفو من جامعة ألاسكا، إن التغيرات في درجات الحرارة لكوكب الأرض والزيادة بوجه عام لدرجة حرارة الأرض، قد سجلت في قرون سابقة، عندما كان تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون أقل مما هو عليه الآن بكثير.