ردا على اتهامات حزب فوكس اليميني بخصوص الهجرة غير الشرعية خلقت موجة الهجرة التي شهدها شمال المغرب وبالضبط مدينة الفنيدق نحو سبتةالمحتلة نقاشا واسعا في الأوساط السياسية الإسبانية، خاصة الأحزاب اليمينية، ومن جملتها حزب فوكس المتطرف . هذا الأخير الذي وجه اتهاماته للمغرب، كما وجهها لحكومة بلاده بخصوص هذه الأحداث. ودعا نائبه كارلوس فلوريس جوبيرياس الحكومة إلى الطرد الفوري للأفراد الذين يدخلون إسبانيا بشكل غير قانوني وأولئك الذين يرتكبون جرائم بالإضافة إلى قمع مساعدات التعاون والتنمية . المنظمات التي تشجع الهجرة غير الشرعية. وجوابا عن هذه الاتهامات ،أعربت الحكومة الإسبانية عن ارتياحها لنتائج تعاونها مع المغرب في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مشيدة على الخصوص بالإدارة الفعالة للسلطات المغربية لمحاولات الهجرة الجماعية التي استهدفت سبتةالمحتلة خلال الأيام الأخيرة. ففي رده عن هذه الاتهامات، رفض وزير الخارجية الإسباني، الأسبوع المنصرم في مجلس النواب، مقترحات حزب «فوكس» المتعلقة بمكافحة الهجرة غير الشرعية. وندد خوسيه مانويل ألباريس بالمبادرات التي من شأنها أن تفتح الطريق أمام «الصراعات مع الدول المجاورة» بما في ذلك المغرب. وأشاد ألباريس، في كلمته، بتعاون المغرب مع قوات الأمن الإسبانية، وقال إنه وبفضل تعاون المغرب، يتم منع آلاف الأشخاص من دخول إسبانيا بشكل غير قانوني. وطالب ألباريس من فوكس الاعتراف بالأعمال التي تقوم بها قوات الأمن المغربية. وأكد خوسيه مانويل ألباريس، خلال نفس الجلسة بمجلس النواب، أن التعاون بين مدريد والرباط مكن من التصدي لآلاف محاولات الهجرة غير الشرعية إلى إسبانيا. وتأتي هذه التصريحات للمسؤول الإسباني مباشرة بعد الأحداث المرتبطة بمحاولات الهجرة الجماعية إلى إسبانيا من خلال الدخول إلى سبتةالمحتلة، خاصة تلك الأخيرة التي كان مخططا لها في 15 شتنبر. ففي ذلك اليوم، حشد المغرب العديد من قوات الأمن لمواجهة محاولات الهجرة غير الشرعية، بعد حملة على وسائل التواصل الاجتماعي شجعت الشباب على المشاركة في عملية الهجرة الجماعية. وبالإضافة إلى الحكومة الإسبانية، أشادت العديد من وسائل الإعلام الإسبانية أيضا بالجهود التي يبذلها المغرب في مواجهة هذا الوضع غير المسبوق. وذكرت صحيفة الباييس أن المغرب -نشر فرقة استثنائية من رجال الدرك وقوات الأمن الأخرى في مدينة الفنيدق الساحلية المجاورة لسبتةالمحتلة. يشار إلى أنه في الأيام الأخيرة، تم اعتقال أكثر من 4500 شخص، من بينهم مئات الجزائريين والتونسيين والأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى، للاشتباه في محاولتهم عبور الحدود بشكل غير قانوني بين المغرب وإسبانيا. وقد أثبتت الإجراءات المتخذة فعاليتها الكبيرة في منع الغالبية العظمى من هذه المحاولات الضخمة لعبور الحدود بشكل غير قانوني.