توقعات بإنفاق أزيد من 52 مليار درهم لإنجاح عرس عالمي ستجني منه المملكة فوائد اقتصادية واجتماعية عديدة يتواصل الاهتمام الدولي الكبير بالمشاريع النوعية والعاجلة في البنية التحتية التي شرع المغرب في إنجازها استعدادا لاحتضان كأس العالم 2030، اهتمام يتجلى بالأساس في رغبة العديد من الدول والشركات الكبرى الوطنية والدولية في الاستثمار في تشييد الملاعب التي ستحتضن هذا العرس الكروي العالمي، مع إنجاز خطوط جديدة للقطار فائق السرعة، ومراكز التدريب والاستقبال، والفنادق الكبرى، والنقل، والمطارات، ومضاعفة الخطوط الجوية، والصحة، والأسواق الكبرى، وغيرها من الأوراش التي ستعود بالنفع على البلاد في المدى القريب والمتوسط، وخاصة على مستوى فرص الشغل المباشرة أو غير المباشرة، وخلق الثروة والجذب والإشعاع السياحي للمملكة. وفي هذا السياق، استقبل نزار بركة وزير التجهيز والماء، يوم الإثنين 19 فبراير 2024 بمقر الوزارة، سيمون مارتن، سفير المملكة المتحدة لدى نظيرتها المغربية، وخافيير إنسيناس، رئيس التمويل الدولي للمشاريع المهيكلة في الهيئة الحكومية المسؤولة عن البنية التحتية والمشاريع، ومسؤولين آخرين. وقد أبدى الجانب البريطاني اهتمامه الكبير والجدي بدعم مشاريع الوزارة، خصوصا في نطاق التحضير الجيد لكأس العالم 2030، وكذا رغبته في معرفة أولوياتها ونوع وكيفية الدعم الذي يمكن أن يقدمه الجانب البريطاني، سواء للحكومة المغربية أو للقطاع الخاص، كما أكد على أن تدخل بلاده يرتكز على نهج متكامل، مع العلم أنه تم تخصيص مبلغ 4.5 مليار جنيه استرليني للمغرب، لجميع القطاعات ما عدا البترول والغاز. كما عقد وفد الهيئة البريطانية للبنية التحتية والمشاريع اجتماعا مع نور الدين بنسودة، مدير الخزينة العامة للمملكة، من أجل بلورة المشاريع المقترحة والبرامج المبتكرة ذات مستوى عالمي، التي تقدمها الهيئة البريطانية، إذ تفيد المعطيات أن الهيئة وضعت نصب أعينها الاستثمار في مجال البنى التحتية والملاعب المخصصة لاستضافة "مونديال 2030". وعلاقة بذات الموضوع، جددت قطر على لسان الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، وزير الرياضة والشباب القطري، دعم دولته لتنظيم المغرب كأس العالم 2030، قائلا إن "كل إمكانات قطر على المستويين البشري والفكري متوفرة ورهن إشارة المغرب من أجل المساعدة والدعم لاستضافته لكأس العالم 2030"، وإنه تم التواصل مع الجانب المغربي لتقديم أي خدمات سواء بشرية أو أفكار و دراسات في أي وقت". وينتظر أيضا أن تشمل هذه الاستثمارات دولة الإمارات العربية المتحدة التي عبر مسؤولوها في أكثر من مناسبة على دعهم الكامل للمغرب لإنجاح هذا الحدث الكروي الكوني، وهو ما تجلى بالخصوص في البيان المشترك عقب المباحثات التي أجراها جلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بمناسبة زيارة العمل والأخوة التي قام بها جلالة الملك لهذا البلد الشقيق. وتفيد المعطيات المتوفرة أن التكلفة الاجمالية لتنظيم كأس العالم 2030 في البلدان الثلاثة، المغرب وإسبانيا والبرتغال، تتراوح ما بين 15 و20 مليار دولار، سينفق فيها المغرب ما بين 5 إلى 7 مليارات دولار أي ما يفوق 52 مليار درهم، سيصرف جزء هام منه على البنى التحتية والملاعب. وبالرغم من التكلفة الكبيرة لهذا الحدث، فإن أغلب المهتمين يجمعون على أن الممكلة ستجني الكثير من المنافع والفرص وتحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية عديدة. جدير بالذكر، أن الحكومة وقعت مؤخرا اتفاقية شراكة مع صندوق الإيداع والتدبير، لتمويل برنامج تأهيل 6 ملاعب لكرة القدم، تم اختيارها، بتعليمات ملكية سامية، في كل من طنجة، والدار البيضاء والرباط وأكادير ومراكش وفاس، وكذا بناء ملعب جديد في مدينة بنسليمان، وذلك تنفيذا للتعليمات الملكية السامية المتعلقة بإنجاح احتضان المملكة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، وكأس العالم 2030.