بعد خسارة المغرب احتضان كأس العالم لسنة 2026 أمام نظيره الثلاثي الأمريكي، وفي أربع تجارب مماثلة سنوات 1994 – 1998 – 2006 – 2010، لم تتمكن المملكة فيها من الضفر بشرف احتضان الحدث الكروي الأهم في العالم، أعلن وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي إنه بتعليمات الملك محمد السادس سيتقدم المغرب بترشيحه لاحتضان كأس العالم لسنة 2030. المغرب الذي يعلن اليوم عن ترشحه السادس لاحتضان كأس العالم سنة 2030، كشف عن عزمه إتمام مشاريعه وتجهيز بنياته الرياضية، حسب البرامج التي كانت مسطرة، ليتخطى نواقص الملفات السابقة والملف الأخير، والتي كانت أغلبها ملفات على ورق بملاعب ومنشآت قليلة جاهزة وأخرى في طور الإنجاز. “لهفة” المغرب الكبير ومسارعته الزمن لاحتضان كأس العالم، يدفع للتسائل عن ما ستستفيده المملكة من تنظيم كأس العالم؟ كيف سينعكس فوز المغرب بتنظيم المونديال على الاقتصاد وعلى المواطن؟ وهل يستطيع المغرب تغليب أرباحه على مصاريف التمويل وكلفة تحديث المدن وبناء البنيات التحتية؟ مشاريع عملاقة وقروض أكبر… دون الحديث عن التغيرات الاقتصادية التي سيعرفها المغرب في حالة تمكن من تنظيم كأس العالم، الذي ولحدود الساعة لم يتمكن من الضفر به منذ قرابة الربع قرن من التأمل والترشح والحلم الذي سريعا ما كان يتكسر، مرة بعدم جاهزية الملف أو ضعفه ومرة بالرشاوي وأخرى ب”مؤامرات خارجية”. تحدثت تقارير اقتصادية عديدة عن أرباح المغرب من تنظيم العرس الكروي الأهم في العالم، ففوز المملكة بتنظيم كأس العالم، من شأنه أن ينعكس بشكل مباشر على قطاع البناء والبنية التحتية والذي يمثل 50 في المائة من الاستثمارات في المغرب، ما يعني وبشكل مباشر خلق مناصب شغل كبيرة، عبر الاستثمار في البنيات التحتية الرياضية، والبنيات التحتية المتعلقة بالفنادق والطرق. احتضان المغرب لكأس العالم، وبالإضافة للبنيات التحتية وخلق فرص العمل، سيكون له تأثير مباشر على تنظيم البلاد، حيث سيساهم ذلك في تحسين مستوى النقل والخدمات، وتنظيم المؤسسات والمرافق بشكل أكبر, أضف إلى ذلك القطاع الصحي، الذي س يستفيد من توفير بنية استيعابية كافية ستحسن من الوضع الصحي بالمغرب. مونديال 2030 بالمغرب، من شأنه أن يحول المملكة إلى ورش ضخم من الإصلاحات والتغيرات، أضف إلى ذلك الإنتعاشة الكبيرة التي سيعرفها قطاع السياحة، التي يمكن استثمارها لسنوات طويلة بعد انقضاء كأس العالم،حيث سيظل اسم وصورة المغرب تسوق في العالم بأكمله بشكل جميل وإيجابي. أما على مستوى الأمن، فإن دفتر تحملات “الفيفا” يفرض على البلد المنظم لكأس العالم ضمان أمن وسلامة زواره طيلة هذه المنافسة، ذلك أنه بالإضافة للقوات الأمنية، فالمغرب سيستفيد من تكوينات ومن رفع عدد رجال الأمن الخاص والعمومي وانتشارها داخل مجموع التراب الوطني. مشوار ترشيحات المغرب لتنظيم كأس العالم الطويل، يظهر جليا رغبة وأمل المملكة الكبير في احتضان الحدث الكروي، يأتي ليعكس تطويره لقدراته وعمله الكبير على مشاريع من شأنها تعزيز ملف تنظيمه لأكبر تظاهرة كروية عالمية، ويبقى أهم الشيء اليوم هو استفادة المغرب من أخطائه السابقة، وتقديمه ملفا قويا بمدن جاهزة وبنيات تحتية يمكن اعتبارها مقبولة، دون الحديث عن عدد من الملاعب التي أبانت عن جاهزيها لاحتضان حدث من حجم كأس العالم، ليتمكن من تقديم ملف جاهز كامل لاحتضان مونديال 2030.