على بعد عشرين كيلومترا الى الغرب من مدينة رام الله بالضفة الغربية كان حنظلة يحلق عاليا في سماء قرية صفا في مهرجانها الخامس لاحياء الذكرى الحادية والعشرين لاغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي برسمه «حنظلة» على قطعة قماش علقت في بالونة كبيرة. واختار منظمو المهرجان ما قاله العلي يوما عن «حنظلة» تلك الشخصية التي ابتدعها وتمثل صبيا في العاشرة من عمره يداه معقودتان الى الخلف ووجهه الى الحائط «حنظلة الذي سيستمر من بعد موتي» شعارا لمهرجانهم الى جانب صورة للعلي الذي اغتيل برصاص مسدس كاتم للصوت في22 يوليو عام1987 في لندن وظل في غيبوبة حتى توفي في29 اغسطس في نفس هذا العام. والعلي من مواليد عام1937 في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة وهاجر مع اهله عام1948 الى مخيم عين الحلوة مثل مئات الاف من الفلسطينيين الذي رحلوا او اجبروا على الرحيل عن منازلهم في عام1948 . وعرف العلي بنقده اللاذع للواقع الفلسطيني والعربي من خلال رسومه التي تميزت بشخصية حنظلة التي رأى الكثيرون فيها استشراقا للمستقبل. وكان العلي يرى لفن الكاريكاتير مهمة في التعبير عن «الكادحين والمقهورين.. كل شيء لديهم صعب الحصول عليه.. كل شيء قاس يحاصرهم ويقهرهم لكنهم يناضلون من أجل حياتهم ويموتون في ريعان الشباب في قبور بلا أكفان.. هم دائما في موقع دفاع مستمر لكي تستمر بهم الحياة.. أنا في الخندق معهم أراقبهم وأحس نبضهم ودماءهم في عروقهم». وقال محمود كراجه مدير مهرجان صفا الخامس للثقافة والفنون هذا المهرجان وفاء لشخصية فلسطينية لم يكن لديها خط احمر سوى في فلسطين ولتبقى ذكراه حية فينا.