حلت السبت الاخير الذكرى الـ 22 لغياب فنان الكاريكاتير العربي ناجي العلي بعد رحلة الابداع التي انتهت باغتياله في لندن عام 1987. بالمناسبة كتبت العديد من الاقلام العربية عن الراحل ناجي العلي منها الكاتب والناقد العراقي حاتم محمد الصكر الذي كتب بملحق «منارات» الاسبوعي بـ»ايقونة الروح وبوصلة الوطن» وجاء فيها «لم يكن الفنان الشهيد ناجي العلي خائفا من نهاية كالتي اختارها له قاتله، وتوقع ان يلتحق بكثير من مفكري فلسطين وفنانيها وادبائها الذين قوبل ابداعهم بالرصاص». اما الكاتب احمد مطر فتناول في مقال بعنوان «عندما تتنكر الارض بهيئة انسان» التجربة الابداعية الثرية للراحل ورحلته المضنية والشاقة مع فن الكاريكاتير. وولد ناجي سليم حسين العلي عام 1936 في قرية الشجرة في الجليل بشمال فلسطين التي تهجر منها اثر نكبة 1948 ولجأ مع عائلته الى لبنان، حيث درس في الاكاديمية اللبنانية للرسم في صور، ثم عمل رساما ومخرجا فنيا ومحررا في صحف كويتية منها «القبس» و»السياسة» و»الطليعة» قبل ان يستقر في صحيفة «السفير» البنانية حتى عام 1983. واعتبر الرسام العراقي علي المندلاوي تجارب العلي الثرية «علامة فارقة في اسلوب الكاركاتير العربي»، مستعرضا بعضا من ذكرياته مع الراحل. واشتهرت رسومات العلي بشخصية الصبي «حنظلة» وتعليقاته الساخرة، والتي رافقته منذ باكورة اعماله منتصف الستينيات في صحف كويتية، لتصبح هذه الشخصية «ايقونة» خاصة بالعلي. وبدوره قال الكاتب توفيق الشيخ «مات ناجي العلي لكن حنظلة لا يزال حيا» مضيفا «كلنا يعرف ناجي العلي «...» الموت قد شل نضاله وافناه غير انه ظل منتصرا والى الابد «...» مات ولم يعرف من هذا العالم الا الغربة والمنفى». من جهته قال طارق السعدي «لا احد يستطيع اليوم الكشف عن السر الذي كان وراء ركوب العلي السخرية الى درجة حدودها الخطيرة، الم يكن عليما بالمشهد الدامي الذي طال رسمه على لوحاته». واغتيل العلي في لندن في 22يوليوز 1987، برصاصة في الرأس ادخل اثرها المستشفى ليفارق الحياة في 29غشت من العام نفسه.