يبدو أن رئيس الوزراء الإسباني تعمد خرق الإجماع الذي تعهدت به دول الاتحاد الأوروبي للمغرب لضمان مشاركته في قمة الاتحاد الأوروبي و الاتحاد الأفريقي التي انعقدت قبل أيام بالعاصمة البلجيكية بروكسيل. فالمغرب لم يكن أبدًا مستعدا للمشاركة في قمة يحضرها شخص يمثل دولة وهمية غير معترف بها من طرف الأممالمتحدة و لا من أية دولة أوروبية. ولكن يبدو أن الضمانات التي تلقاها من الاتحاد الأوروبي أقنعته بالحضور في أشغال القمة.
وبدا واضحا وجليا أن رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية كان ضيفا ثقيلا و غير مرغوب فيه، بل وعومل كما يعامل شخص مصاب بالجرب ، و كانت أكبر إهانة تلقاها الرجل أنه كان الشخص الوحيد الذي لم يحظ بالاستقبال الرسمي أثناء دخوله القاعة، و اضطر إلى الصعود فوق المنصة المخصصة للاستقبال لأخد صورة مع أعضاء الوفد المرافق له و أحد مسؤولي المخابرات الجزائرية بسفارتها ببروكسيل .
سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية كان المسؤول الأوروبي الوحيد الذي استقبل رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية، في تصرف يحمل إشارات قوية تجاه المغرب في ظروف يكابد فيها الجانبان لتجاوز ما أقدمت عليه الحكومة الإسبانية باستقبال رئيس هذه الجبهة فوق التراب الإسباني. ومن الطبيعي أن تتلقى السلطات المغربية هذه الإشارة القوية وتضعها في سياق ما يبذل حاليا لإعادة العلاقات بين البلدين إلى سكتها الطبيعية التي كانت عليها قبل أن تتعمد الحكومة الإسبانية طعن شريكها الرئيسي من الخلف باقتراف سلوك أخرق .
مهم أن نتساءل هذه المرة عن هوية الشخص الذي استقبله رئيس الوزراء الإسباني ، هل هو ابن بطوش ، الطبيب الجزائري الذي دنس اسمه ، و هو الراحل الذي كان يجب مراعاة قدسية الروح الإنسانية بعد وفاتها و عدم الزج بها فيما يسيء إليها، و الذي هربته المخابرات الجزائرية بالتواطؤ مع رئاسة الحكومة الإسبانية بهدف إدخاله التراب الأسباني سرا و دون مراعاة الشروط القانونية المتعلقة بولوج التراب الإسباني، أم أن الأمر يتعلق بشخص يدعى ابراهيم غالي يقول إنه رئيس لدولة ، و لكنه وصل بروكسيل هذه المرة ، كما في العادة ، بجواز سفر جزائري من المفروض أنه وثيقة سيادية جزائرية تقتصر وجوبا على المواطنين الجزائريين، و بالتالي فإن سانشيز استقبل مواطنا جزائريا يحمل جواز سفر جزائري .
ننتظر من أحد النواب البرلمانيين الإسبان الذين تهمهم مصداقية الدولة الإسبانية مساءلة رئيس حكومتهم في هذا الشأن .