غادر رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية التراب الإسباني مذلولا، و نجحت الديبلوماسية المغربية في إجبار السلطات الإسبانية على احتقار هذا الرجل . فهو لم يغادر إسبانيا كما دخلها ، لأنه غادرها بعد إعلام السلطات الإسبانية وزارة الخارجية المغربية، التي أملت شروطا دقيقة قبلت بها السلطات الإسبانية ونفذتها في الحين ، كان أهمها رفض إخراجه بالطائرة الصحية الرئاسية، التي كانت قد دخلت فعلا الأجواء الإسبانية بموافقة السلطات الإسبانية ، لكنها عادت أدراجها بعد اشتراط المسؤولين المغاربة إلغاء جميع المظاهر و إجراءات البروتوكول الخاصة برؤساء الدول ، في مقدمتها عدم استعمال الطائرة الرئاسية ، مما فرض على قصر المرادية في الجزائر ، الذي يدعي رئيسه أن الجزائر ليست معنية بالصراع المفتعل في الصحراء المغربية، إلى كراء طائرة طبية فرنسية خاصة لنقل الرجل المريض ، إضافة إلى إلغاء وجود أي مسؤول إسباني في المطار لتوديع المغادر . و بالتالي فإن رئيس الجبهة الانفصالية غادر التراب الإسباني في ظل شروط مغربية، و ليس كما دخله بدون علم هذه السلطات . أمر واحد لم نتحقق منه ، لأنه استحال علينا تحديد هوية الشخص المغادر ، هل تعلق بابراهيم غالي رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية ؟ أم أن الذي غادر هو مواطن جزائري اسمه محمد بن بطوش و يحمل جواز سفر جزائري ؟ فإذا كان الذي غادر هو ابراهيم غالي ، فإن الإشكال الأمني ، أنه بتاريخ 18 أبريل 2021 لا يوجد في سجل الوافدين على التراب الإسباني شخص بهذه الهوية، وبالتالي سيطرح السؤال الأمني، كيف دخل هذا الشخص التراب الإسباني ؟ أما إذا كان قد غادر باسم محمد بن بطوش فإن السلطات الأمنية الإسبانية كانت تعلم مسبقا أن الأمر يتعلق بتزوير هوية ، و لا يمكن السماح لصاحبها بمغادرة التراب الإسباني ، و كان مفروضا عليها نقله إلى الزنزانة ؟
هكذا أصبح ( غالي ) أرخص سلعة تبادل في شأنها المسؤولون المغاربة والإسبان المفاوضات حول قيمتها و سعرها الحقيقي .