أحبط المغرب مخطط الجزائر وإسبانيا لتهريب زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي، الذي دخل التراب الإسباني بهوية مزيفة وجواز سفر مزور تحت اسم "محمد بن بطوش"، إلى الأراضي الجزائرية، حيث مارست الممكلة ضغطا كبيرا حتى لا يرحل غالي، دون المثول أمام قاضي المحكمة الوطنية سانياغو بيدراز وأيضا حتى لا يغادر في طائرة رسمية تجعله يبدو وكأنه رجل دولة. صحيفة "Okdiario " الإسبانية كشفت تفاصيل 17 ساعة حاسمة عاشتها الجزائر وإسبانيا قبل مغادرة غالي للبلاد، حيث علم المغرب بنوايا تهريب زعيم جبهة البوليساريو قبل أن يخبر مدريد بأن الوضع بين البلدين "سيزداد تعقيدا"، ما دفع حكومة بيدرو سانشيز لتغيير الخطة، ودفع عناصر جبهة البوليساريو لمغادرة البلاد بمجرد إدلاء غالي بأقواله أمام المحكمة. وأضافت "Okdiario " أن طائرة جزائرية كانت تنتظر إذن مدريد للاقلاع من قاعدة بوفاريك العسكرية، لكن الرباط رفضت العملية، بعد استشارتها من قبل الإسبان، حيث اعتبرت أن نقل غالي عبر طائرة جزائرية رسمية "غير مقبول"، وشددت على أنه يجب أن يرحل وكأنه مجرد شخص أجنبي. إلى ذلك، ألغت إسبانيا العملية واضطرت الطائرة الجزائرية للعودة من داخل المجال الجوي الإسباني. واقترحت مدريد إسناد المهمة لشركة إسبانية متخصصة في النقل الجوي، قبل اللجوء إلى شركة "إيرليك" الفرنسية المتخصصة، بشرط مغربي واضح، وهو أن يغادر غالي دون أي مرافقة رسمية من الإسبان. وظل زعيم البوليساريو ينتظر طيلة ساعة داخل سيارة إسعاف بأنبوب في فمه للتنفس وآخر في جهازه البولي لقضاء حاجته، ثم غادر صوب الجزائر بشروط مغربية، مما تسبب في إحراج بالغ لحكومة بيدرو سانشيز مع الجزائر.