بموازاةِ الارتفاعِ المتزايد لحالات الإصابة بكوفيد-19 ببلادنا، سجلت المنظومة الصحية رقما قياسيا لعدد الوفيات نتيجةَ الفيروس بلغ 18 وفاة خلال 24 ساعة. أكدت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، اليوم الثلاثاء، أن حالات المتحور الجديد لفيروس كورونا المستجد أوميكرون تمثل 95 بالمائة من الإصابات المسجلة في بلادنا، بينما لا تتعدى 5 بالمائة بالنسبة لمتحور دلتا، محذرة من الاستهانة في التعامل مع الموجة الوبائية الحالية. واعتبر عز الدين إبراهيمي، عضو اللجنة العلمية لتدبير جائحة كورونا، أنّ عددَ الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس التاجي، مؤشر يجب أخذه دائما بعين الاعتبار لأنه يعطي فكرة عن عدد الأشخاص الذين دخلوا الإنعاش، كما يظهر خطورة الموجة الحالية، مفسرا ارتفاع عدد الوفيات بارتفاع معدل الإصابات بشكل عام. وبالمقارنة مع دولة جنوب إفريقيا، التي تمر بذروة الموجة الوبائية حاليا، قال البروفيسور ذاته، إن عدد الوفيات هناك مازال في تزايد، ما يعني أن المغرب مقبل على المزيد من الارتفاع في عدد الوفيات خلال الفترة المقبلة كنتيجة طبيعية لعدد الإصابات الكبير. وقدّر أن يصل المغرب إلى ذروة الوباء بعد أسبوع تقريبا ليبدأ منحى الإصابات في التسطح. وأفاد الخبير ذاته، في نقطة التفاوت بين متحورَي "دلتا" و"أوميكرون" في الشراسة، أن دراسات أنجزت في جنوب إفريقيا وبريطانيا وكاليفورنيا، أكدت أن "أوميكرون" أقل حدة من "دلتا" بنسبة 53 في المائة من حيث أعراض الإصابة، و74 من حيث دخول المصابين إلى العناية المركزة، وأيضا من حيث معدل الوفيات، لكنه في المقابل أكثر سرعة في الانتشار والإصابات المطلقة. وأكد مدير مختبر البيوتكنولوجيا بالرباط، على أن التلقيح يبقى هو الحل لمواجهة الموجة الوبائية الحالية، مشيرا إلى أن الوفيات لدى الملقحين تقل بتسع مرات عن غير الملقحين. كما توقع مولاي المصطفى الناجي، عضو اللجنة العلمية لتدبير كورونا، أن يستمر ارتفاع حالات الإصابة بكورونا ببلادنا في أفق نهاية الموجة الحالية للوباء خلال شهر فبراير المقبل. ومقارنة بما حدث في بلدان أخرى عرفت انتشار "أوميكرون"، أوضح الناجي أن "الموجة الحالية ستستمر من ستة أسابيع إلى سبعة. وبالتالي، فنهايتها ستكون عند منتصف إلى نهاية فبراير المقبل. وشدد الناجي بدوره، على أهمية التلقيح في الظرف الراهن، مضيفا أنه كلما زاد التلقيح لدى المواطنين، خرجنا بشكل أسرع من هذه الموجة. وقال منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، معاذ المرابط، في تقديمه للحصيلة نصف الشهرية الخاصة بالحالة الوبائية للجائحة خلال الفترة الممتدة من 3 إلى 17 يناير 2022، إن المغرب يعيش، ومنذ خمسة أسابيع، الموجة الوبائية الثالثة من الانتشار الواسع لفيروس كوفيد-19. وأوضح أن نسبة الحالات تواصل الارتفاع، إذ سجلت في الأسبوع الأخير 46569 حالة (زائد 33 بالمائة)، ملاحظا أن سرعة الارتفاع لم تعد بالوتيرة ذاتها، بعد أن بلغت نسبة الارتفاع خلال الأسابيع الأولى من هاته الموجة أكثر من 150 بالمائة، غير أن ذلك لا يعني انخفاض عدد الحالات، يؤكد المسؤول.