مما أثار الانتباه في الزيارة التي قادت المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء المغربية السيد ستافان ديميستورا إلى مخيمات تيندوف ، تضمينها لأنشطة ليست مدرجة في اختصاصات المسؤول الأممي . حيث قاده مسؤولو جبهة البوليساريو الانفصالية إلى ورطة حقيقية لخدمة مصالح معينة تتعارض كليا مع اختصاصات هذا المسؤول الأممي. والهدف من هذه الورطة المحسوبة ،إضفاء الطابع الرسمي لهذه الزيارة بصفتها زيارة ل( دولة).
فما الذي تعنيه زيارات ديميستورا إلى مؤسسات تعليمية ، و إلى المتحف الوطني ، و إلى مقرات لمليشيات مسلحة ، و إلى مقر الهلال الأحمر ؟ لأن مثل هذه الزيارات توظف في محاولة إضفاء الشرعية على كيان وهمي ، و الحرص على التسويق الإعلامي له ، و لعل السيد ديميستورا ، بصفته مسؤولا أمميا يعلم جيدا أن وجود تنظيم في حجم الهلال الأحمر مثلا ، ليست إدارة أشخاص ، و لا يمكن أن يندرج في صلب حسابات سياسوية ، بل وجود مثل هذه المؤسسات يتطلب احترام اتفاقيات دولية ، خصوصا اتفاقية جنيف التي تحدد شروط وجود هذه المؤسسة ، و هي ليست موجودة في هذه الحالة و لا تنطبق على شروط و ظروف إنشاء هذه المؤسسة في مخيم و من طرف مليشيات مسلحة.
و ما معنى زيارة متحف وطني لحركة انفصالية لا تاريخ لها حتى يكون لها متحف وطني ؟ و ما معنى زيارة ثكنات عسكرية رفقة أطفال يجرم القانون الدولي استعمالهم و توظيفهم في الحروب وفي النزاعات المسلحة ؟
والحال هذه ، فإننا نقترح على السلطات المغربية أن تدرج ضمن الزيارة المقبلة لديميستورا إلى بلادنا برنامجا مكثفا لمثل هذه الزيارات ليتمكن من المقارنة بين ما هو وهمي و ما هو حقيقي.
طبعا، نفهم أن جبهة البوليساريو الانفصالية ، ليس لديها ما تناقشه بجدية مع المسؤول الأممي، و هي بذلك تأتمر بأوامر العسكر في الجزائر، لذلك سعت إلى التوظيف الإعلامي لهذه الزيارة لملء الفراغ .