أثارت جبهة "البوليساريو" الانفصالية جدلا كبيرا بعد انتشار صور ومقاطع فيديو تُظهر أطفالا وهم يلبسون ملابس عسكرية خلال الزيارة التي قام بها المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا الأحد الماضي إلى مخيمات تندوف بالجزائر حيث يوجد المقر الرئيسي للجبهة، في استغلال واضح للأطفال وتجنيدهم في سن مبكر، وهو الأمر الذي يتعارض مع القوانين والمواثيق الدولية. وانتشرت مقاطع فيديو وصور لأطفال قامت جبهة "البوليساريو" بتعبئتهم للوقوف في الطرقات لاستقبال المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وقد ظهر من بينهم أطفال يلبسون لباسا عسكريا، وحدث ذلك أمام أعين المبعوث الاممي ستافان دي ميستورا، بطريقة تفضح استغلال الجبهة الإنفصالية للاطفال في سن صغيرة جدا، وتثبت بالمقابل صدق الاتهامات المغربية للجبهة في هذا المضمار. ويأتي هذا الفضح المثير في وقت كانت الجزائر قد أنكرت اتهامات المغرب بقيام جبهة "البوليساريو" بتجنيد الأطفال في معسكرات بمخيمات تندوف، وقال مبعوثها لدى الأممالمتحدة، أنه لا توجد أدلة على وجود مثل تلك الانتهاكات. وفي مداخلة له أمام لجنة ال 24 التي نظمتها الأممالمتحدة في دومينيكان بين 25 و27 غشت الماضي، كان السفير المغربي والممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، قد دق ناقوس الخطر بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي تُمارسها جبهة "البوليساريو" الانفصالية في حق السكان المحتجزين في مخيمات تندوف، والمتمثلة بالأساس في التجنيد العسكري للأطفال. وقام هلال، بعرض عشرات الصور لأطفال صغار يحملون أسلحة في عروض وتدريبات عسكرية داخل مخيمات تندوف، وقال بأن"هناك مسألة تهم المغرب بشكل خاص، والمجتمع الدولي على وجه العموم، تتمثل في التجنيد العسكري للأطفال داخل مخيمات تندوف". وأضاف هلال في هذا السياق "الجزائر التي تدعي أنها مجرد مراقب لقضية الصحراء المغربية تأوي معسكرات للتجنيد الإجباري لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات"، وزاد السفير المغربي قائلا "يدعي ممثل الجزائر أنه لا توجد أدلة على هذه المسألة. إليكم الصور وحتى مقاطع الفيديو من مواقع ما يسمى ب"البوليساريو"، تظهر عشرات الأطفال بالزي العسكري، بل بصدور عارية، تحت التدريب، هذه الصور تضع بلاده في مأزق كبير"، وأشار هلال إلى أن "الجزائر والبوليساريو يقومون بتدريب هؤلاء الأطفال على القتل، يهيئونهم ليصبحوا إرهابيين، مثل داعش". وشدد هلال أنه "من الخطير للغاية أن تسمح الجزائر، وهي طرف في جميع الاتفاقيات والمواثيق والإعلانات الدولية المتعلقة بحقوق الطفل، لجماعة مسلحة بتلقين الأطفال عقيدة شن الحرب والقيام بعمليات عسكرية ليصبحوا فرقة ل"الكوماندوس" القتلة. "وبدل توفير التمدرس والتربية والفن والأغاني لهؤلاء الأطفال، على غرار ما يقع في الصحراء المغربية" يضيف هلال، "تنتزعهم الجزائر والبوليساريو من أسرهم وتحرمهم من براءة طفولتهم ولا يقدمون لهم أي بديل سوى الحرب والعنف المسلح".