في ظل ترويجها لأطروحة الحرب في المنطقة، بدأت جبهة "البوليساريو" الانفصالية، حملة لمحاولة استمالة شبابها، للتجنيد ورفع السلاح ضد المغرب. وفي السياق ذاته، أطلقت الجبهة الانفصالية اليوم السبت، ما وصفته ب"عملية التحسيس حول انخراط الشباب في صفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي"، بحضور القيادي فيها محمد سعيد دادي، إلى جانب من يسمونه "وزيرا" موسى سلمى، ومسؤولين عسكريين فيها. وتقول الجبهة الانفصالية، إنها تسعى إلى تحفيز شبابها للالتحاق بصفوف المجندين، في إطار التحضير لدخول السنة التدريبية الجديدة شهر أكتوبر القادم، مقدمة في سبيل تحقيق هذا الهدف، تحفيزات مادية لفائدة المقاتلين. وكان زعيم الجبهة الانفصالية قد اشتكى سابقا من "إحجام شباب مخيمات تندوف عن التطوع للانضمام للقوات العسكرية التابعة لجبهة البوليساريو"، وشدد خلال اجتماع مع عدد من قادة الجبهة الانفصالية على "ضرورة العمل على دفعهم للتطوع استعدادا للمواجهة العسكرية الحتمية مع المغرب". وكان سفير المغرب وممثله في الأممالمتحدة، عمر هلال، قد دق قبل أيام قليلة في مداخلته أمام لجنة ال24 التي نظمتها الأممالمتحدة في دومينيكان ناقوس الخطر، بشأن أحد أسوأ أشكال انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الجزائر و"البوليساريو" في حق السكان المحتجزين بمخيمات تندوف، والمتمثلة في التجنيد العسكري للأطفال. وقال هلال، وهو يعرض عشرات الصور لأطفال صغار يحملون أسلحة في عروض وتدريبات عسكرية داخل مخيمات تندوف، "هناك مسألة تهم المغرب بشكل خاص، والمجتمع الدولي على وجه العموم، تتمثل في التجنيد العسكري للأطفال داخل مخيمات تندوف. الجزائر التي تدعي أنها مجرد مراقب لقضية الصحراء المغربية تأوي معسكرات للتجنيد الإجباري لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات". وأضاف السفير المغربي "يدعي ممثل الجزائر أنه لا توجد أدلة على هذه المسألة. إليكم الصور وحتى مقاطع الفيديو من مواقع ما يسمى ب"البوليساريو"، تظهر عشرات الأطفال بالزي العسكري، بل بصدور عارية، تحت التدريب. هذه الصور تضع بلاده في مأزق كبير". وأشار هلال إلى أن "الجزائر و"البوليساريو" يقومان بتدريب هؤلاء الأطفال على القتل. يهيئونهم ليصبحوا إرهابيين، مثل داعش خراسان، التي تظهر في هذا اليوم على قنوات (سي إن إن) أو (بي بي سي) أو (فرانس 24)، قبل وبعد الهجوم الإرهابي الذي ارتكبته في مطار كابول. واستنادا إلى مقاطع الفيديو، فإنهم يخضعون هؤلاء الأطفال لنفس التدريب المكثف والتوجيه الراديكالي. ولسوء الحظ، هذا هو الوجه البغيض الحقيقي ل"البوليساريو"، الذي كان ثبت تواطؤها مع الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، الأمر الذي يسلط الضوء على المسؤولية الدولية المباشرة للجزائر، لأن هذا التجنيد الإجباري للأطفال يجري على أراضيها". وشدد السيد هلال، أمام الحضور الذي تأثر بشدة إزاء المصير المؤسف الذي دفعت إليه الجزائر وميليشيات "البوليساريو" مئات بل آلاف القصر العزل، على أنه "من الخطير للغاية أن تسمح الجزائر، وهي طرف في جميع الاتفاقيات والمواثيق والإعلانات الدولية المتعلقة بحقوق الطفل، لجماعة مسلحة بتلقين الأطفال عقيدة شن الحرب والقيام بعمليات عسكرية ليصبحوا فرقة ل"الكوماندوس" القتلة. وبدل توفير التمدرس والتربية والفن والأغاني لهؤلاء الأطفال، على غرار ما يقع في الصحراء المغربية، تنتزعهم الجزائر والبوليساريو من أسرهم وتحرمهم من براءة طفولتهم ولا يقدمون لهم أي بديل سوى الحرب والعنف المسلح.