عقب ارتياحهم لتساقطات المطرية الأخيرة الفلاحون الصغار والمتوسطون متذمرون من ارتفاع أسعار الأسمدة الفلاحية أدت التساقطات المطرية الأخيرة إلى ارتفاع صاروخي في مواد الأسمدة الفلاحية التي تعتبر ضرورة من أجل الرفع من مردودية الإنتاج الزراعي، خصوصا في مجال يالحبوب والقطاني التي تعتمد زراعتهما عادة على التساقطات المطرية، ما دفع بالعديد من الفلاحين الصغار والمتوسطين إلى التعبير عن تذمرهم من ذلك موازاة مع انطلاقة الحرث استعدادا للموسم الفلاحي (2021-2022).
وفي الوقت الذي خلفت فيه التساقطات المطرية الأخيرة، ارتياحا كبيرا في نفوس الفلاحين، وشروعهم في حرث الأراضي الزراعية، فإنهم في المقابل تفاجئوا بغلاء أسعار مواد الأسمدة الفلاحية بشكل صاروخي، بعدما بلغ سعر مادة (لانكري) 280 درهم للقنطار، والملح (صنف21) ثمن 400 درهم، أي بزيادة تقدر بنسبة 100% مقارنة بسعره السابق، كما انتقل سعر الملح (صنف 33) إلى مبلغ 650 درهم للقنطار، بعدما كان ثمنه في السابق لدى الموزعين لا يتجاوز مبلغ 280 درهم، كما هو الشأن بالنسبة إلى الملح (صنف 46) الذي صعد ثمنه إلى مبلغ 850 درهم، متجاوزا سعره السابق عند الموزعين بعدما كان محددا في مبلغ 350 درهم للقنطار، الشيء الذي اعتبره مهتمون بالقطاع الفلاحي ضربة موجعة للفلاحين الصغار والمتوسطين، على اعتبار أن ذلك سيساهم في الرفع من تكلفة الإنتاج لدى هذه الفئة التي تعتمد في نشاطها الفلاحي على التساقطات المطرية بدرجة كبيرة لزراعة الحبوب والقطاني بالأراضي البورية، وتوفير العلف الطبيعي لقطيعهم من الماشية على غرار (الشعير والخطال والدرة)، وأيضا العيش من الزراعات الخريفية والربيعية مثل زراعة الفاصوليا (جلبانة) وغيرها.
وعلاقة بالارتفاع الصاروخي لمواد الأسمدة الفلاحية المذكورة، أكد أحمد العبادي، أحد الفلاحين بمنطقة إقليمبرشيد، أن هذا الارتفاع غير مفهوم ومن هي الجهة التي تقف وراء ذلك، مبديا في السياق ذاته امتعاضه من هذه الزيادات التي اعتبرها ضربة قاسية في وجه الفلاحين المتوسطين والصغار الذي لا يتوفرون على الإمكانيات اللازمة لتطوير نشاطهم الزراعي والفلاحي.
وأضاف المتحدث ذاته، أن الوزارة الوصية على القطاع الفلاحي يجب أن تتدخل لدعم الفئة المذكورة من الفلاحين، وحمايتهم من جشع المضاربين في بيع مواد الأسمدة والمبيدات الفلاحية التي تستعمل ضد الطفيليات والأعشاب الضارة، مردفا أن الفلاح يعاني في صمت رغم تكبده لخسائر متعددة، على اعتبار أن حبه للأرض وزراعتها يجعله يدفعه إلى الصمود أمام مختلف التقلبات.
من جانبه، قال عبد النبي مهلوان، مهندس فلاحي بمنطقة دكالة ضواحي إقليمسيدي بنور:" إن الأمور معقدة من أجل فهم تفاصيل وأسباب الزيادة في أسعار الأسمدة الفلاحية"، مردفا في اتصال مع يومية "العلم"، أن هذه الزيادات كان بالإمكان اعتمادها بشكل تدريجي حتى يستوعبها الفلاحون، معربا في ذات السياق عن تفاجئه بذلك دون سابق إشعار، قبل أن يشدد على أن الفلاحين بالمنطقة المذكورة، يعانون من مشاكل متعددة، خصوصا في الشق المتعلق بارتفاع كلفة الإنتاج التي باتت تثقل كاهلهم سنة بعد أخرى، وتزامنا مع تداعيات أزمة انتشار فيروس "كورونا".