ثمة دولة إفريقية ليست بعيدة عن الجزائر تواجه حركة انفصالية مسلحة تخوض حربا ضد السلطة المركزية في أديس أبابا في محاولة، ليس فقط بهدف الحصول على استقلال في إقليم تغاراي الإثيوبي، بل وأيضا اقتحام العاصمة واحتلالها و بطرد الحكومة الشرعية. يحدث هذا في دولة اعترفت بما تكتوي اليوم بنيرانه، عبر الاعتراف بدولة وهمية في جنوب المغرب. ونحن هنا لا نشمت في هذا البلد الصديق فيما يواجهه اليوم من تحديات كبرى تهم وحدته الوطنية، لأننا على مبدإ الحفاظ على الوحدة الترابية للشعب الإثيوبي ثابتون، ولكن نذكر بهذه المناسبة بأن الاعتراف بحركة انفصالية من طرف الحكومة الإثيوبية في وقت سابق وتوفير جميع أشكال الدعم والمساندة لها، كان في حقيقته دعما وسندا للمؤامرة الانفصالية في حد ذاتها، وها هي اليوم إثيوبيا تجد نفسها في مواجهة عدو شرس ساهمت هي نفسها في شحد أنيابه في وقت سابق.
نعود إلى البدء لنجدد القول بوجود حركة انفصالية في إثيوبيا تطالب بحق شعبها في تقرير مصيره دون أن تكترث لها دولة إفريقية تدعي أنها مناصرتها لحق الشعوب في تقرير مصائرها يندرج في إطار مبادئها الثابتة، إلا أنها في هذه الحالة بلعت لسانها الطويل، لأن إعمال مبدئها التي تقول إنه ثابت في هذه الحالة لا يخدم حساباتها السياسية.
إنها الجزائر الرسمية يا سادة، التي تتميز سياستها الخارجية بالنفاق، فما ينطبق على الجبهة البوليساريو لا ينطبق على جبهة الشعبية لتحرير تغاراي.