لا يهدأ حماس حكام الجزائر في الادعاء بأن الجزائر لا علاقة لها بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، ويؤكدون باستمرار وبدون كلل بأن النزاع هو بين المغرب وجبهة البوليساريو، وهذه منظومة شعارات مرتبة ترددها أسطوانة الديبلوماسية الجزائرية المحفورة. في نفس الوقت الذي يردد فيه حكام الجزائر هذه القصيدة الرديئة لا تحمر لهم وجنات في تنصيب أنفسهم وباسم الجزائر طرفا رئيسيا ومباشرا معنيا في هذا النزاع المفتعل. الأدلة كثيرة ومتواترة ولن تتسع مساحة هذا الركن ولا هذه الجريدة لسرد تفاصيلها الكثيرة، ولكن نتوقف هذه المرة عند حجتين تتعلقان بأحداث مرتبطة بهذا النزاع. فرغم أن الجزائر ليست معنية إطلاقا بالاتفاقية الموقعة بين المغرب والاتحاد الأوربي، وعلى الرغم بأن حكم محكمة العدل الأوربية يتعلق بأراضي مغربية، بل وحتى متنازع عليها مع جهة انفصالية، فإن سفير هذا القطر الشقيق لدى الاتحاد الأوربي لا شغل له هذه الأيام غير ممارسة الضغط والابتزاز ضد المفوضية الأوربية لاجبار الدول الأوربية على عدم تعديل الاتفاقية الفلاحية مع المغرب لملاءمتها مع حكم محكمة العدل الأوربية، ولا يجد هذا الديبلوماسي الوقح أي حرج في الادلاء بتصريحات في هذا الصدد يسيء فيها إلى المغاربة. الحجة الثانية تتعلق بما حدث في اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي المنعقدة في أديس أبابا، حيث لم يكن للوفد الجزائري من شغل ولا من مهمة غير الإساءة إلى المغرب والدفاع عن أطروحة الانفصاليين، ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها عدة أطراف، ورغم أن 16 دولة افريقية عارضت بشدة ما تضمنته الفقرتان 88 و89 بما كان يحدد مصير الاجتماع نفسه، إلا أن ممثل الجزائر ظل إلى آخر رمق يناهض التوجه العام للاجتماع. الحادثان معا يؤكدان أن الجزائر تظهر للعالم بأسره بأنها معنية بصفة مباشرة بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وأن النزاع في حقيقته هو بين المغرب والجزائر وأن جبهة البوليساريو الانفصالية مجرد قطعة شطرنج يتم تحريكها حسب خطة اللعب المدروسة. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: [email protected]