يكتسي المصطلح اللساني العربي أهمية بالغة في الفكر اللغوي العربي المعاصر، فهو يعكس غنى وتنوع النظريات اللسانية التي ميزت الثقافة اللسانية خلال أكثر من ثلاثين سنة. وقد جاء المصطلح مواكبا لتحولات هذه الثقافة ومرآة لتنوع مصادرها وروافدها. وككل علم حديث في مراحل تأصيله الأولى، فقد أربك الجهاز المفاهيمي للسانيات الحديثة بمدارسها المختلفة سعي الباحثين في التعامل مع مصطلحاتها المعقدة، كما أبرز مشاكل تلقي هذه المفاهيم على صعيد تمثلها وترجمتها ونقلها وتأصيلها لدى فئة واسعة من اللسانيين العرب. وهو ما تعكسه بوضوح الفوضى المصطلحية والتذبذب وغياب التنسيق الذي يطبع الاجتهادات الاصطلاحية، والتعامل التقليدي غير النسقي في وضع المصطلحات، وغياب الوعي بالإشكالات النظرية التي يطرحها موضوع صياغة المصطلحات وتوليدها، وكذا الخلط المنهجي الواضح بين فكر لغوي قديم وآخر حديث، وعدم الوعي بوجوب التحرر من تبعات فكر لغوي تقليدي بمقولاته ومفاهيمه واصطلاحاته، الخ. وقد قامت جهود فردية محمودة في وضع المصطلح اللساني، وقدمت مراجعات نقدية مهمة أفرزتها فئة من اللسانيين الجدد أخذت على عاتقها المساهمة في بلورة رؤية اصطلاحية واضحة تنسجم مع تمثل حقيقي للنظريات اللسانية، وانخراط فعلي في التأليف والإبداع اللسانيين، وهو ما أثمر رصيدا من الأعمال والثبوت الاصطلاحية ثلاثية اللغة (إنجليزية، فرنسية وعربية) ساهمت إلى حد في توحيد الخطاب اللساني، وتشجيع التأليف باللغة العربية، الخ. لتقديم نظرة تحليلية ونقدية وترصيدية لوضع المصطلح اللساني العربي وإشكالاته تنظم جمعية اللسانيات بالمغرب حلقات علمية ترصيدية خلال الموسم الجامعي 2009-2010، تتوخى الوقوف على حصيلة ما تم إنجازه في مواضيع لغوية محددة، تتضمن المحاور التالية: - المصطلح اللساني إلى أين؟ (28 يناير 2010) الازدواجية بين الفصحى والعامية إلى أين؟ (25 فبراير 2010) - الزمن العربي إلى أين؟ (29 أبريل 2010) - المعجم العربي إلى أين؟ (10 يونيو 2010) - تدريس اللغة العربية في المغرب إلى أين؟ (14 أكتوبر 2010) تبعث طلبات المشاركة في كل يوم دراسي مشفوعة بملخص دقيق إلكتروني شهرا ونصف على الأقل قبل الموعد المحدد لكل محور. للاتصال ب جمعية اللسانيات بالمغرب: العنوان الإلكتروني: [email protected] العنوان البريدي: ص. ب. 2154 الرياض، الرباط