غرق وإختفاء حوالي 60 حراكا وانتشال 22 جثة وإنقاذ أكثر من 300 خلال نهاية الأسبوع شهدت مياه غرب، وشرق، معبر بوغاز جبل طارق أيام الخميس والجمعة والسبت والأحد والاثنين من شهر أكتوبر الجاري، العودة الكثيفة لقوارب الموت التي )تشحن (الحالمين والحالمات بهجرة العار والموت، من ضمنهم نساء مسنات، وفتيات، وشباب في مقتبل العمر، من جنسيات مغربية، ومن دول جنوب الصحراء، على رأسهم الشقيقة السنغال..
غير أن المؤلم في هذا الزحف البشري المثير للتساؤلات، هو المآسي التي يتعرض لها العشرات، غرقا، وموتا، وتيها في أعماق البوغاز، وخاصة ما بين ألميريا وجزر الباليار بالمتوسط، وما بين الجزيرة الخضراء وطريفة وقاديس بالمحيط.
فحسب المصادر الإعلامية الإسبانية المواكبة للموضوع فإن قاربا للموت، انطلق، ربما من سواحل منطقة الدارالبيضاء، ليلة الخميس، وعلى متنه) 28 (حراكا وحراكة، وعلى مسافة بعد 35 ميلا بحريا حوالي 50/ كلم من ساحل قاديس، لاحظت باخرة تجارية كانت تعبر الممر البحري صباح يوم الجمعة، جثثا طافحة، وقاربا غارقا، وبمحيطه ثلاثة أشخاص عالقين، من ضمنهم سيدة، فقام على التو، بإشعار برج المراقبة البحرية التابع لمركز الإنقاذ البحري الإسباني، والذي تولى بدوره في الحين، إرسال مراكب للإنقاذ البحري وطائرة مروحية لعين المكان، حيث تم إنقاذ ثلاثة أفراد من ضمنهم سيدة، وانتشال 4 جثث، وفي اليوم الثاني تم انتشال 4 جثث أخرى، ويوم الأحد تم العثور على جثتين 2، في حين مازال البحث جاريا عن باقي المفقودين وعددهم 15 شخصا.
وفي نفس الإطار، شهدت مياه عرض البوران الواقعة ما بين ألميريا وجزر الباليار بالمتوسط يومي الأحد والاثنين، نزوحا لعدد من قوارب الموت، وعددها يفوق 20 تابوتا، وهي مكدسة بما لا يقل عن 500 حراك وحراكة، غير أن قاربين منهما، تعرضا للغرق، مما تسبب في غرق 27 حراكا، تم إنقاذ البعض منهم، والباقي وعددهم 12 حراكا، هم في عداد المفقودين.
والملاحظ أننا نشاهد كل يوم تقريبا، حافلات تأتي إلى ميناء طنجة من مدينة أكادير، وتقوم بنقل العشرات من الحراكة من دول جنوب الصحراء في حين تقوم المصالح الأمنية، وخاصة منها الدرك الملكي والقوات المساعدة، بتجميع الحراكة المغاربة الناجين من الغرق، في ميناء طنجة، حيث تقوم مصالح الدرك الملكي المختصة، بإنجاز المحاضر للعشرات منهم، والإفراج عنهم، وعودتهم الى مناطق انطلاقتهم وهم في الغالب من نواحي القنيطرة والعرائش.