يمكن القول إنه من العناوين البارزة للفشل الحكومي الشامل و المطلق هذه التجاذبات القوية و الخلافات الحادة التي تسود بين مختلف مكوناتها. إن صراع الأغلبية مع نفسها يعني في اللغة السياسية أن كل طرف من أطراف الحكومة المتناحرة يجتهد في تبرئة نفسه من الفشل الحكومي و يركز على النتائج الإيجابية التي حصل عليها في القطاع أو القطاعات التي يتحمل فيها مسؤولية حكومية. من غير المقبول أن يجتهد البعض في القفز من الباخرة قبل أسابيع قليلة عن موعد الحساب، بل إن المسؤولية والأخلاق السياسية كانت، ولاتزال، تفرض على جميع مكونات الحكومة الدفاع بصوت واحد وبنفس الحماس عن الحصيلة الحكومية، بعدما قضت خمس سنوات في دفة تدبير الشؤون العامة في البلاد، في ولاية تكاد تكون غير مسبوقة، لأنها لم تعرف أية انتخابات. أما أن يتباهى كل فريق بما حققه من مكاسب ويبخس ما قام به حلفاؤه في نفس الحكومة، وأن يطلق كل فريق أعيرة نارية في اتجاه حليف قضى معه خمس سنوات في الحكم ، فإن هذا المظهر هو الذي يبخس العمل السياسي ويضعف المؤسسات ويزيد المواطنين نفورا من السياسة والانتخابات.
نجدد القول بهذه المناسبة (من الخيمة خرج مايل) ولكن الرغبة في المشاركة في الحكومة وفي قيادتها أعمى البصيرة.