يبدو أن مسؤولي حزب ( بوديموس ) الإسباني مصرون على أن يتحول حزبهم إلى حصى حادة في حذاء العلاقات المغربية الإسبانية ، بسبب تشبثهم باتخاذ مواقف معادية إلى المغرب بهدف تعكير أجواء هذه العلاقات و جعلها في وضعية أزمة دائمة ، أو على الأقل في حالة فتور مستمر و من مظاهر الجبن السياسي في هذا السلوك السيء أن يسعى قادة هذا الحزب إلى محاولة الإدعاء بأن المواقف التي يعلنونها ضد المغرب هي مواقف حزبية ، و ليست حكومية ، و كأنهم كائنات بوجوه متعددة ، يتناولون على استعمال وجه معين في كل حالة على حدة . و من سمات الجبن السياسي أيضا أن يزداد حماس هؤلاء القادة الجدد في الدفاع على انفصاليين في بلد جار ، بينما يقبع دعاة انفصال من بني جلدتهم في السجون التي توجد تحت إمرتهم ، بينما يوجد آخرون في أوضاع منفى هاربين من ملاحقة سلطات حكومة يحتلون فيها مواقع قوة ، و كأن الانفصال حلال في بلد جار لكنه حرام في بلدهم .
نحن هنا لا نحتفي بظاهرة الانفصال في جارنا الايبيري بقدر ما نكشف عن منهجية اعتماد العديد من المكاييل في التعاطي مع نفس الظاهر
إن حالة الانفصال هذه تؤكد أن قادة حزب ( بوديموس ) لا يعنيهم في دعمهم المتواصل لظاهرة الانفصال الإساءة و لا يتعلق الأمر بقضية مبدئية يؤمن بها قادة هذا الحزب بخلفية إيديولوجية ، لأنه لو كان الأمر كذلك ما قبلوا المشاركة في حكومة بلد لم تتردد في استعمال مختلف أشكال القوة و العنف و الردع في مواجهة الخطر الانفصالي الذي يهدده.
و الأكيد أن المغرب لا مشكل بالنسبة إليه في أن يواصل قادة هذا الحزب في تصريف هذا العداء الخبيث ، لأننا في المغرب ننظر إلى علاقاتنا مع الجار الشمالي في إطار مقاربة شمولية ، و ليس كقطعة كعكة تقتطع منها سلطات إسبانيا الجزء الذي تشتهيه . إن العلاقات الثنائية بيننا هي وحدة متكاملة ، و ليس ما لايدرك كله لا يترك جله .