***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم*** لا أدري ما إذا كان السيد ألفونسو داستيس وزير الخارجية الإسباني قد استحضر التطورات الخطيرة التي تعرفها بلاده في إقليم كاتالونيا بالخصوص أثناء استقباله للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد هورست كوهلر الذي ارتأى اختتام جولته التي قادته إلى العديد من العواصم والمواقع بهدف استطلاع آراء جميع الأطراف المعنية بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية؟. من المفروض أن يكون رئيس الديبلوماسية الإسبانية استحضر فعلا أزمة كاتالونيا، واستحضر مع ذلك المتاعب الكبيرة والكثيرة المترتبة عن هذه الأزمة. واستحضر أيضا أسلوب الحسم الذي تعاملت به حكومته مع الجهة التي حركت مياه الأزمة. فالمسؤول الأممي الجديد التقى وزير خارجية اسبانيا لاستطلاع رأي وموقف حكومة مدريد من النزاع القائم بين المغرب والجزائر عبر جبهة البوليساريو الانفصالية والمترتب عن نزعة انفصالية جهوية تماما كما هو الشأن بالنزعة الانفصالية، ومن الصعب أن يصدق العقل السليم أن يقبل وزير الخارجية الاسباني ما يرفضه في داخل بلاده. ومن المستحيل التصديق بأن الحكومة التي ينتمي إليها وزير الخارجية الإسباني يمكن أن تقبل بإجراء الاستفتاء للحسم فيما يسمى بتقرير المصير وهي نفس الحكومة التي اقتحمت مكاتب التصويت في استفتاء أجري في أحد أقاليمها بهدف تقرير المصير وإعلان الاستقلال عن إسبانيا. لا يمكن أن يستوعب عقل سليم أن حكومة مدريد التي التجأت إلى جميع الوسائل والإمكانيات الأمنية والدستورية والتعبوية الشعبية لحماية وطنها من طيش انفصاليين كانوا ولا زالوا يخططون وينفذون مؤامرة الانفصال يمكن أن يخاطب رئيس ديبلوماسيتها مسؤول أممي مكلف بملف نزاع مماثل بغير ما اقتنعت به حكومة مدريد، وقامت بتنفيذه بكل ما تطلب ذلك من حزم وتشدد. أعتقد أن أزمة كاتالونيا بقدرما مثلت درسا للجارة الإسبانية فإنها كانت أيضا امتحانا حقيقيا لسلطاتها ولشعبها، امتحان لا مجال ولا خيار أمام الإسبان غير النجاح فيه وبتفوق، وإلا لمثلت جمهورية كاتالونيا بداية تفسخ وتشتت شبه الجزيرة الإيبيرية وهي تفتعل في دواخلها جميع عناصر ومقومات هذا التجزيء والتشتت. لا يخالجني أدنى شك في أن هذه الهواجس الموقظة شغلت بال واهتمام رئيس الديبلوماسية الإسبانية وهو يجتمع بمدريد بالمسؤول الأممي الجديد. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: