حاول رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية بكل خبث إحراج المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء السيد هورست كوهلر أثناء المحادثات التي جمعته بهذا الأخير قبل أيام في مخيمات لحمادة أثناء زيارة المسؤول الأممي لهذه المخيمات بأن عبر له عن أمله في «ألا يتغاضى عن دور الإتحاد الإفريقي الذي أصبح فاعلا أساسيا في القضية باعتباره شريكا للأمم المتحدة» حسب تعبير كبير الإنفصاليين، مما يعني أن قيادة الجبهة الانفصالية بدأت في وضع شروطها المسبقة في نفس الوقت الذي تتبجح فيه بضرورة استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة من أي طرف. طبعا السيد كوهلر يفرق جيدا بين طبيعة عمله المتمثلة في الوساطة المحايدة من أجل تقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع، وهي مهمة مؤطرة في الأممالمتحدة وحدها وطبقا لقرارات مجلس الأمن. وهو يعلم قبلنا أن الأممالمتحدة ليست تابعة للإتحاد الإفريقي ولا هي حتى شريكة له. وبالتالي فإنه لا وجود لشيء إسمه دور الإتحاد الإفريقي في هذا النزاع المفتعل وأن التعبير عن الأمل في أن يؤخذ هذا الدور في مهمة كوهلر بعين الإعتبار يعيد القضية إلى نقطة الصفر لأننا هنا في المغرب لا يمكن أن نقبل بأن تملي علينا أية جهة شروطا معينة، ولن نقبل بمرجعية أخرى لمهمة المسؤول الأممي غير قرارات مجلس الأمن والقوانين المنظمة للأمم المتحدة، ولا شيء غير ذلك. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: