***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم*** شرع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد هورست كوهلر منذ يوم أمس في القيام بجولة في دول المغرب العربي، واستهل هذه الجولة بأن حط الرحال في العاصمة المغربية الرباط قبل أن ينتقل إلى الجزائر ومخيمات لحمادة ونواكشوط. الأكيد أن الأمر يتعلق بأول جولة لهذا المسؤول الأممي بعد تعيينه في هذا المنصب قبل شهور قليلة مضت، وبذلك فإنها لن تتجاوز حدود الجولة الاستطلاعية الأولى التي سيجرب فيها المسؤول الأممي أولى خطواته في مسار هذه القضية الشائكة. السيد كوهلر سيجد في الرباط الاستعداد الكامل لمساعدته في النجاح في مهمته الجديدة وسيلمس الجدية والوضوح في سبيل تحقيق ذلك، ومن جهة ثانية سيلاقي السيد كوهلر بكل تأكيد مختلف العراقيل والصعاب من الطرف الآخر. والحقيقة التي أضحت متجلية أكثر من أي وقت مضى تكمن في أن النزاع المفتعل في الصحراء المغربية هو بين الرباطوالجزائر و ليس مع جهة أخرى، وجبهة البوليساريو الانفصالية لا تعدو أن تكون أداة من أدوات تدبير هذا النزاع، وبالتالي فإن حل المشكلة يوجد في الخط الرابط ما بين الرباطوالجزائر. لعل السيد كوهلر يستحضر في قيامه بمهمته الحالية الأخطاء الفادحة التي اقترفها سلفه كريستوفر روس الذي نصب نفسه طرفا مباشرا في النزاع المفتعل، وحاول فرض حقائق مزيفة على أرض الواقع، ولعل السيد كوهلر استجمع فعلا جميع القرارات التي اتخذها مجلس الأمن في هذه القضية خصوصا ما يتعلق بمشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب كحل وسط لا غالب ولا مغلوب فيه، وإذا ما اعتمد هذه المراجع فإن المسؤول الأممي لن يجد صعوبة تذكر في السير بهذا الملف نحو الحل الجذري الذي ينهيه إلى الأبد. أكيد أن المسؤول الأممي الجديد سيسمع خلال لقاءاته مع المسؤولين المغاربة أن المغرب مستعد لبذل ما يكفي وما يجب من جهود للتوصل إلى حل سياسي متوافق عليه يرضي الطرفين ومن حق المغاربة أن يتشبثوا بمشروع الحكم الذاتي كإطار للبحث عن الحل السياسي. وهذا الكلام لن يسمعه كوهلر من المسؤولين المغاربة فقط بل سيسمعه من أفواه جميع المغاربة، لأنه موقف الشعب المغربي الذي تعزز القوانين الدولية حقه في صيانة وحماية وحدته الترابية. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: