قد يكون المسؤولون في الشقيقة موريطانيا تفطنوا إلى أهمية حيلة الضغط على المغرب من بوابة الجزائر الشقيقة، وهي بذلك تعتقد أنها تمارس ابتزازا فعالا مما قد يجبر السلطات المغربية على الامتثال لما يقدره هؤلاء المسؤولين مناسبا ولائقا للعلاقات بين القطرين الشقيقين. وإن كان هذا الاحتمال صحيحا فإنه من المؤكد أن المسؤولين في نواكشوط يضيعون جهودهم فيما يضر مصالح الشعبين الشقيقين، بل يزيدون الأوضاع تعقيدا وسوء التفاهم عمقا وتجذرا لأنه ببساطة لا يمكن للمغاربة تحديدا أن يقبلوا بأسلوب الابتزاز بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءه. موريطانيا دولة شقيقة قبل أن تكون جارة وتجمعها بالمغرب علاقات اجتماعية واقتصادية مهمة ووازنة، ومن واجب المسؤولين في الرباط وفي نواكشوط أن يدركوا عمق هذا الكلام جيدا. والشعبان المغربي والموريطاني لن يسمحا بتوظيف الحسابات السياسية الضيقة بهدف الإساءة لهذه العلاقات. لذلك لا يوجد من أسلوب آخر للبحث عن حلول للمشاكل المستفحلة بين الحكومتين غير الحوار ولا شيء غير الحوار. وفي تقديرنا فإنه حينما يفكر طرف من الطرفين في توظيف عوامل خارجية للضغط والابتزاز فإنه يعلن علانية عن رفض الحوار للبحث عن تسويات. لا يهم المغاربة أن يقرر المسؤولون في نواكشوط حل معبر من المعابر الحدودية، لأن ذلك يدخل في جوهر الممارسة السيادية ولكن أن يسعى البعض إلى تعبيد طريق هذا المعبر لتوجيه رسائل معينة للمغاربة فإننا نقول له إنه أخطأ العنوان. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: [email protected]