الأكيد أن الأشقاء الحاكمين في موريطانيا يلعبون بالنار، وقد لا يدركون الآن حجم الخطورة الكبيرة لما أقدموا عليه. ولعلهم أدركوا الخبث القح الذي يسكن أعماق أفراد قيادة جبهة البوليساريو الإنفصالية حينما نشر هؤلاء فيديوهات وصور تؤكد وصول بعض الشباب اليافع المسلح والمنتمي إلى المليشيات المسلحة التابعة لهذه الجبهة وهم يمرحون ويلعبون في مكان محادي لشاطئ المحيط الأطلسي. واعتبروا ذلك نصرا عظيما وفتحا مبينا. وفي ذلك النشر إحراج حقيقي لسلطات نواكشوط. المغرب تساهل كثيرا مع الشقيقة موريطانيا في موضوع وجودها في منطقة لكويرة، لأنهم يعلمون هناك في نواكشوط أن موريطانيا لا علاقة لها بهذه المنطقة التي هي أراضي مغربية صرفة. وأن الجبهة الإنفصالية تنازعنا في هذا الحق المشروع. وأن وجود الإدارة الموريطانية في هذه المنطقة جاء على أساس اتفاق معين بين الرباطونواكشوط. وأن المغرب حينما قرر تعبيد الطريق نحو الكركرات فإنه بذلك كان ولا يزال يمارس مظاهر سيادته على أرض مغربية. أما وأن يسمح المسؤولون الموريطانيون لمليشيات مسلحة تابعة لحركة انفصالية تضع نفسها في موقف عدائي صريح ضد النمرب بالعبور من أقصى شرق الصحراء للوصول إلى شاطئ المحيط الأطلسي في إطار تواطؤ مكشوف، فإن ذلك ما لا يمكن أن يغض الطرف عنه المغاربة . لأن اقتحام مجموعة من المسلحين الغرباء أراضي مغربية يعني بالنسبة للمغاربة إعلان حرب صريح – ليس من طرف الجبهة الإنفصالية فحسب – ولكنه إعلان حرب من طرف سلطات موريطانيا التي كانت لها أهداف معينة من خلال السماح لمسلحين حاملين لأسلحة التنقل من منطقة إلى أخرى تدخل في مجال سيادة دولة أخرى. لذلك فإن المغاربة ينتظرون تفسيرا مقنعا من الحاكمين في الشقيقة موريطانيا في هذا التطور الخطير.