يجمع المراقبون على أن العلاقات بين السلطات الموريطانية و المسؤولين في جبهة البوليساريو الانفصالية ساءت بشكل غير مسبوق ، و أنها مرشحة للمزيد من التأزيم خلال المرحلة المقبلة . و وفق يومية "العلم " فقد بادر المسؤولون الموريتانيون بطرد ميليشيات مسلحة تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية كانت متمركزة فوق أراضي تابعة للسيادة الموريطانية بما كان يفسر احتلال هذه الميليشيات لأراضي موريتانية ، و لملم المسؤولون على جبهة البوليساريو الانفصالية جراحهم و استسلموا لهذا الطرد المهين ، و يرى مراقبون أن الجبهة الانفصالية كانت مصرة على احتلال هذه الأراضي الموريتانية و فرض الأمر الواقع و كانت قد تعمدت تركيز مليشيات أمنية و عسكرية على هذه الأراضي في أفق نقل منشآت مدنية إليها . ضربة قاضمة أخرى نزلت فوق رؤوس القياديين الخالدين في الجبهة الانفصالية حينما عرف الإعلام المرئي الموريتاني الرسمي خصوصا التلفزة الرسمية تحولا كبيرا في طريقة معالجة القضايا المرتبطة بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية ، و هكذا أقدمت التلفزة الموريتانية عدة مرات و بصفة متكررة على بث خريطة المغرب كاملة دون عزل لأقاليمنا الجنوبية المسترجعة كما كانت تفعل في الماضي ، و فتحت أبوابها أمام معارضين للقيادة الخالدة على الجبهة و أمام ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي اقترفها المسؤولون في البوليساريو و التي تستوجب متابعة قضائية دولية . و إلى جانب ذلك يراقب قادة البوليساريو و المسؤولون في الجزائر بقلق كبير و انشغال عميق للتطور المتواتر في العلاقات المغربية الموريتانية ، حيث عرفت هذه العلاقات تحسنا كبيرا خلال الشهور القليلة الماضية و الذي توج باجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين برئاسة رئيس الحكومة المغربية و الوزير الأول الموريتاني ، و الذي أثمر عدة اتفاقيات تعاون في كثير من المجالات ، كما عرفت هذه العلاقات تبادل زيارات كثيرة لمسؤولي البلدين . و تتخوف الأوساط الجزائرية و في البوليساريو من أن يكون تحسن العلاقات المغربية الموريتانية على حساب العلاقات التي كانت جيدة في الطرف الآخر . و يذكر أن جبهة البوليساريو الانفصالية و الجزائر كانتا تراهنان على تكريس مزيد من تدهور العلاقات المغربية الموريتانية التي كانت قد تعرضت إلى هزات عنيفة خلال السنتين الماضيتين ، إلا أن هذا الرهان خاب بعدما عادت العلاقات بين الرباط و نواكشوط إلى طبيعتها .