في أول تحرّك رسمي من جانب منظمة الأممالمتحدة في ملف الصحراء، بعد تعيين الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر، أصدرت المنظمة الأممية مذكرة إعلامية عاجلة تم توزيعها على الصحافة المعتمدة عشية يوم أول أمس الأحد. وفي الوقت الذي نصّ قرار مجلس الأمن الدولي الأخير حول الصحراء، الصادر في أبريل الماضي، على تقديم المبعوث الأممي تقريرا خلال ستة أشهر؛ رجّحت مصادر «أخبار اليوم» أن يكتفي كوهلر بإحاطة أمام مجلس الأمن الدولي أواخر شهر أكتوبر المقبل. فيما يرتقب أن يقوم الدبلوماسي الألماني بأولى جولاته في المنطقة بداية أكتوبر. المذكرة الأممية حملت تأكيد تزكية الأمين العام الأممي، البرتغالي أنطونيو غوتريس، لتحركات مبعوثه الشخصي، وتبديدا للأنباء التي تحدّثت عن عدم استقبال غوتريس لمبعوثه الشخصين وتكليفه نائبته بهذه المهمة. المذكرة الإعلامية قالت إن الدبلوماسي الألماني استقبل من طرف غوتريس شخصيا، «ومسؤولين سامين بالمنظمة الأممية، وكذا محافظ السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي». الخروج الإعلامي لمنظمة الأممالمتحدة، أوقف، أيضا، الدعاية المرتبطة بكل من البوليساريو والجزائر، والتي حاولت تقديم التحركات الأولى لكوهلر، كما لو اقتصرت على طرف واحد هو جبهة البوليساريو. المذكرة الأممية أوضحت أن الأسبوع الأول في مهمة الدبلوماسي الألماني، الممتد بين 8 و16 شتنبر، شهد اتصاله ب»ممثلي طرفي النزاع وممثلي البلدان المجاورة والدول الأعضاء». وأوضحت الأممالمتحدة أن أمينها العام أنطونيو غوتريس، «أعرب عن ارتياحه لاعتزام مبعوثه الشخصي التوجه إلى المنطقة، وأكد أهمية هذه الزيارة في بعث المسار السياسي في روح جديدة وبحركية جديدة، طبقا للائحة 2351 (2017) لمجس الأمن». المعطى المثير الذي كشفته التحركات الأولى للمبعوث الأممي الجديد، يتمثل في ضمّه ممثل الاتحاد الإفريقي إلى الأطراف الأولى التي شملتها اتصالاته. فالمغرب ظلّ في السنوات السابقة يبدي تحفّظه تجاه أي تدخّل للاتحاد الإفريقي في ملف الصحراء، باعتباره منحازا إلى الأطروحة الانفصالية لجبهة البوليساريو. مصدر مغربي مطلع على خبايا الملف، قال ل»أخبار اليوم»، إن عدم توجّس المغرب من إشراك الاتحاد الإفريقي في هذه الاتصالات، يعود إلى التحولات التي جرت مؤخرا، والمتمثلة في حصول المغرب على العضوية الكاملة في الاتحاد الإفريقي، وتحقيقه اختراقات إفريقية كبيرة. وفي الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء حول ممثل الاتحاد الإفريقي، الذي التقاه هورست كوهلر، قالت مذكرة الأممالمتحدة الصادرة، مساء أول أمس، إن الأمر يتعلق بالمفوض في شؤون السلم والأمن، والذي هو الجزائري إسماعيل شركي. المصدر المغربي الذي تحدّث إلى «أخبار اليوم»، قال إن أبرز التحولات التي جرت في الساحة الإفريقية، هو دور الوساطة الذي باتت تلعبه دولة مثل نيجيريا، والتي ظلّت تحسب على محور الجزائرجنوب إفريقيا المعادي للمغرب. «مثل هذا الدور الإفريقي الجديد لدولة مثل نيجيريا، هو ما سيحاول المبعوث الأممي استثماره للدفع نحو حلّ متوافق عليه».