حدث آخر يؤكد أن حادث ترحيل المسؤولة الثانية في سفارة السويدبالرباط يوم رابع نوفمبر الماضي بسبب قيامها بمهمة تجسسية لفائدة جبهة البوليساريو الانفصالية لم يكن معزولا. ولم يكن الأمر يتعلق بتصرف فردي تم تحت إغراء المال أو شيء من هذا القبيل، بل إنه يندرج في سياق خطة تستهدف المصالح المغربية من بلد يأتي في مؤخرة لائحة الدول الأوربية التي تجمعها علاقات جيدة. فلقد أقدمت الحكومة السويدية على تخصيص جائزة للمسمى عبدالرحيم دحان، ويبدو أن الحكومة السويدية حرصت على اختيار الاسم المناسب في تقديرها لمنح هذه الجائزة، حيث أن دحان هذا ليس غير أحد الأسماء المعتقلين في سجن سلا والمعروض حاليا على أنظار القضاء العسكري بالرباط ضمن مجموعة السبعة الذين قاموا بزيارة مخيمات تندوف وتخابروا مع أوساط عسكرية توجد في حالة حرب مع المغرب، وقررت الحكومة السويدية تسليم هذه الجائزة يوم 16 نوفمبر الماضي وهي تدرك جيدا استحالة حضور المعني بالأمر لأنه يوجد في حالة اعتقال في ملف يتعلق بالخيانة. وبادرت الحكومة السويدية باستدعاء شقيقة المعني لتسلم الجائزة، ولم تنس هذه السيدة إضفاء الطابع الدرامي المسرحي على قضية شقيقها. فما تقدم عليه الأوساط الرسمية السويدية لم يعد محل التباس، بل إنها سارعت إلى صياغة جواب عنيف على المغرب بعد أن أصرت الرباط على ترحيل ديبلوماسيتها الجاسوسة.