عبر محمد عبد العزيز المعروف بالمراكشي زعيم جبهة البوليساريو عن تفاؤله بالجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة بين البوليساريو والمغربفي منهاست تحت اشراف الاممالمتحدة وقال في حوار خص به صحيفة الوطن القطرية نشرته أول أمس الاثنين ان "الجبهة انتدبت وفدا الى نيويورك للتفاوض مع المغرب بنية صادقة وإرادة حقيقية للبحث الجاد عن سلم دائم وعادل". "" واعتبر عبد العزيز المراكشي"المفاوضات هي الممر الإجباري والضروري للتوصل الى حل" وقال بوجود ضرورة لان تقنع المجموعة الدولية الحكومة المغربية بضرورة التوجه الى الحل السلمي واحترام القانون والشرعية الدولية مشيرا الى ان الطرفين (بوليساريو والمغرب) اقتنعا باستحالة الحسم العسكري لصالح احدهما بعد الحرب التي استمرت 16 سنة بينهما. وفي حين استبعد خيار الحرب في الفترة الراهنة أبقاه قائما للفترة المقبلة ما لم يتم التوصل الى اتفاق مشيرا الى ان "الجبهة سوف تعمل على تفادي الحرب ما لم تفرضها عليها الحكومة المغربية " تعاود جبهة "بوليساريو" والمغرب الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة في منهاست تحت اشراف الاممالمتحدة في محاولة لحل النزاع القائم حول الصحراء الغربية علما ان الجولتين السابقتين من المفاوضات لم تحرزا تقدما نحو الوصول الى تسوية، فهل تأملون خيرا في الجولة الاخيرة؟ - لقد ارسلنا وفدنا الى نيويورك للمشاركة في الجولة الثالثة من المفاوضات مع المملكة المغربية تحت اشراف المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة ونحن متفائلون خيرا وقد ذهبنا الى نيويورك في نية صادقة وارادة حقيقية للبحث الجاد عن سلم دائم وعادل بيننا وبين جارتنا المملكة المغربية وبالرغم من عدم حصول تقدم كبير يذكر في جوهر الجولتين الماضيتين الا انه في تقديرنا لا يمكن ان نكون من كثيري التشاؤم ويمكن ان نقول ان بداية التفاوض في حد ذاتها بين طرفي النزاع ضرورية ومفروضة وجدية وممكن ان تكون خطوة من طريق طويل وطول الطريق وبعد المسافة لا يبرران بتاتا عدم قيامنا بالخطوة الاولى. في حال لم يتم احراز تقدم في الجولة الثالثة هل تتوقعون جولات اخرى ام انكم ستتبنون خيار اللجوء الى الحرب مباشرة؟ - في النهاية لدينا مشكل دولي يتعلق بتصفية الاستعمار وبحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وهو مشكل سياسي كذلك ولا يمكن بأي حال من الاحوال الا ان يبحث حله على طاولة المفاوضات لانها الممر الاجباري والضروري للوصول الى الحل وفي تقديري المفاوضات ستستمر وهناك ضرورة لمزيد من التفاوض كما ان هناك ضرورة لان تفكر جارتنا المملكة المغربية برؤية اخرى وبمنظور آخر وفي تقديري ايضا هناك ضرورة لان تهمس المجموعة الدولية ومن بينها مجلس الامن الدولي والدول العربية في اذن الحكومة المغربية لمحاولة اقناعها بضرورة التوجه الى الحل السلمي واحترام القانون والشرعية الدولية. لا يمكن ان نستبق الاحداث ولكن في تقديري هناك ضرورة للمزيد من التفاوض على اساس التوصل الى حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال. حسب ما فهمت مما تقدمتم به انكم تستبعدون خيار الحرب في المرحلة الراهنة؟ - خيار الحرب ليس ملغى لان المشكل الموجود يتعلق بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وهذا المشكل يتعلق بتصفية الاستعمار ومن هذا المنطلق نحن لدينا شرعية الكفاح الذي هو اسلوب يمكن اللجوء اليه من اجل الدفاع عن حقوقنا الوطنية المشروعة وهذا شيء قائم بصورة صريحة وواضحة في قرارات الاممالمتحدة ومجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة وفي الواقع خضنا الحرب لمدة 16 سنة مع المملكة المغربية واقتنعنا نحن والمملكة باستحالة الحسم العسكري لصالح هذا الطرف او ذاك ولذلك يجب ان نتوجه الى الاممالمتحدة والى الشرعية الدولية والى التفاوض والبحث عن ايجاد حل بالطرق السلمية وهذا ما هو قائم الآن. نحن نود الوصول الى حل من خلال الطرق السلمية ويبقى خيار الحرب قائما ما لم يتم التوصل الى اتفاق بالتفاهم وسوف نعمل على تفادي الحرب كلما امكننا ذلك اللهم الا اذا فرضت علينا الحكومة المغربية الحرب مرة اخرى كما كان الشأن في سنة 1975 عندما نظمت غزوا عسكريا خلفا للقوات الاستعمارية الاسبانية. فإذا لم تفرض علينا الحكومة المغربية الحرب فسوف نحاول طريق السلم وعلى كل حال الآن الافضلية للحل السلمي. بدأتم الحوار بالقول انكم متفائلون بالخير وذلك في اجابتكم عن سؤالي الاول، ما الذي يدعوكم للتفاؤل علما ان الجولتين السابقتين من المفاوضات لم تؤديا الى نتيجة تذكر، هل من معطيات جديدة؟ - المكافح من اجل قضية عادلة كما هو الامر بالنسبة لنا يجب ان يبقى دائما متفائلا ومن يخيم عليه التشاؤم يمت ومن هذا المنطلق نحن متفائلون والسبب الآخر لتفاؤلنا هو ان القضية الصحراوية اصبحت في مقدمة اجندة المجتمع الدولي ومجلس الامن الدولي والاممالمتحدة والاهم ان التفاوض الذي يجرى صريح وواضح من اجل التوصل الى حل سلمي يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ونحن نعتبر ذلك تقدما حقيقيا على طريق الحل. هذا هو الطريق الذي سلكته فيتنام مع الولاياتالمتحدة الاميركية والذي سلكته جبهة التحرير الوطني مع فرنسا وهذا هو الطريق الذي سلكته العديد من حركات التحرير الاخرى في زيمبابوي وغيرها. نحن بدأنا الخطوات الاولى من طريق طويل سينتهي بالتأكيد بإعادة الحق لاصحابه الشرعيين وبالتالي استعادة الشعب الصحراوي لحقوقه الوطنية المشروعة في تقرير المصير والحرية. كثر يعتبرون ان مفاوضات مانهاست المقررة بينكم وبين المغرب تشكل محكا لاختبار ارادتكم في المضي قدما نحو دعم خطة التسوية السلمية والتعاون مع الاممالمتحدة او العودة الى الوراء...؟ - (مقاطعا) جبهة البوليساريو كانت ايجابية وكانت متعاونة وكانت متفتحة وقد اثبتت ذلك من التسعينيات الى يومنا هذا والحكومة المغربية هي من تراجع عن اتفاقية 1991 وليس نحن كما اننا لم نتراجع عن اتفاقية عام 1997 بل الحكومة المغربية هي التي تراجعت عنها ولم نتراجع عام 2000 عن تحديد هوية الناخبين بل الحكومة المغربية التي تراجعت ونحن كنا دائما على تجاوب تام مع مقترحات الاممالمتحدة والتزمنا دائما بالاتفاقيات التي وقَّعناها مع المملكة المغربية على يد الاممالمتحدة واكثر من ذلك نحن في 10 ابريل من سنة 2007 قدمنا مقترحا بناء ومتكاملا يفتح الباب على ثلاثة خيارات ولم نتمسك بأي من الخيارات الثلاثة وطالبنا بشيء بسيط جدا تطرحه المجموعة الدولية والاممالمتحدة على الشعب الصحراوي ونحن سنكون اول من يبارك الخيار الجماعي او خيار اغلبية الصحراويين فيما يتعلق بهذه الخيارات ولذلك الذي لا يتعامل بإيجابية هو مع الاسف - واقولها بمرارة - جارتنا المغربية وتقول ان الباب المفتوح هو واحد وهو الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على تراب الصحراء الغربية والخيارات الاخرى ملغاة بالنسبة لها وغير واردة وغير مقبولة في حين اننا طرحنا عدة خيارات من ضمنها الخيار المغربي ونحن ذاهبون الآن الى منهاست والموقف المغربي على المحك وامام تحد كبير ليثبت ان كانت لديه رغبة للتوصل الى سلم من خلال تطبيق القرار 1754 الذي ينص على ايجاد حل يفضي الى تقرير مصير الشعب الصحراوي او ان الحكومة المغربية تريد فقط فرض استعمارها على الصحراء الغربية وهنا اناشد الحكومة المغربية بهذه المناسبة النظر للامور بطريقة اكثر موضوعية مما كان عليه الحال في السابق. تتحدثون عن تكامل مقترحكم الذي تقدمتم به للامم المتحدة مقابل تفرد المغرب بمقترح ناقص علما بأن المقترح المغربي لاقى رواجا اكبر وموقف المغرب يبدو حاسما في هذا الصدد اذ تتمسك الرباط باقتراحها منح الصحراء الغربية حكما ذاتيا تحت سيادة المغرب وتشدد على ان اقتراحها هذا هو الطريق الوحيد الذي يوصل الى سلام؟ ما من جديد في الموقف او في المقترح المغربي. الحكومة المغربية ادعت السيادة على الصحراء الغربية عندما غزتها عام 1975 ومقترحها الآن لم يأت بجديد ويقول بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية علما بأننا لم نعد في سنة 1975 وبتنا في سنة 2008 . المقترح المغربي جامد ولا يقدم جديدا في حين اننا ضمنا مقترحنا المقترح المغربي. الحكومة المغربية اقامت الدنيا ولم تقعدها بالقول انها اتت بشيء جديد علما بأنها في الواقع لم تأت بجديد والمجموعة الدولية لم تتبن ما اتت به المغرب لانه ليس بجديد ونحن نعتبر ذلك مناورة مغربية ونقول انها فشلت محليا في الصحراء الغربية وفشلت وطنيا في المغرب وفشلت على مستوى المغرب العربي ودوليا لانها مناورة ولا تستحق ان تسمى مقترحا. الحكومة المغربية ادعت السيادة على الصحراء الغربية ومقترحها الاخير ينص على تسليم مسبق بسيادتها على تراب الصحراء الغربية من طرف الصحراويين ومن طرف المجتمع الدولي والغاء تام لوجهة نظر الشعب الصحراوي وبما ان الموضوع يتعلق بمصير الشعب الصحراوي فهذا شيء لا يقرر فيه الا الشعب الصحراوي. ولكن انا اتحدث عن ان المقترح المغربي لاقى ارتياحا دوليا اكثر من المقترح الصحراوي؟ - المطروح على الطاولة بحسب القرار 1754 هو التفاوض من اجل التوصل الى حل سياسي عادل ومقبول من الاطراف المعنية يفضي الى حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. هذا هو نص قرار مجلس الامن الدولي الذي نعمل عليه الآن وهو يحدد قاعدة الحل عن طريق تقرير مصير الشعب الصحراوي وبالتالي بقراءة اخرى يمكن ان نقول ان هذا القرار الدولي الغى تماما المقترح المغربي. يرى مراقبون ان الانقسام داخل "بوليساريو" يخدم المغرب واطروحته لحل مشكلة الصحراء الغربية هل توافقون على ذلك؟ - هذا يا اختي يا نورما يسمى ترويجا دعائيا مخابراتيا مغربيا رخيصا تستهدف به السلطات المغربية ووسائل الاستخبارات المغربية الرأي العام المغربي. الشعب الصحراوي وجبهة بوليساريو نظموا المؤتمر الثاني عشر للجبهة على تراب الصحراء الغربية المحررة في مدينة تيفاريتي تحت سيادة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وتحت حماية جيش التحرير الشعبي الصحراوي وبحضور دولي وعالمي كبير جدا من وسائل الاعلام والاحزاب والبرلمانات ومن الشخصيات والكتاب والمثقفين ومن الديمقراطيين عبر العالم وكان المؤتمر بمثابة عرس ديمقراطي حقيقي فوق تراب الصحراء الغربية وقد تناقشنا لمدة ثمانية ايام وهذا ما يثبت عدم صحة الحملة الدعائية الكاذبة التي اقامتها المملكة المغربية ولم تقعدها. الشعب الصحراوي موحد تحت لواء الجبهة الشعبية من اجل الاستقلال الوطني ومن اجل حرية تقرير المصير وهو مستمر على هذا الطريق وما عدا ذلك هو ترويج اعلامي رخيص لا تأثير ولا قيمة له. (مقاطعة) ولكن الذين ينتقدون ويتحدثون عن شرخ في جبهة البوليساريو يستندون الى عدم حضور شخصيات اجنبية والاقتصار على تنظيمات حكومية لها مواقف معروفة اضافة الى مقاطعة قبائل عربية نافذة للمؤتمر؟ - لقد حضرت احزاب من جنوب افريقيا ومن ناميبيا ومن انغولا ومن تنزانيا ومن المكسيك ومن فنزويلا والاكوادور والاوروغواي والباراغوي وتشيلي والجزائر واسبانيا وفرنسا وايطاليا والسويد وبريطانيا. هل حضور احزاب من كل هذه الدول الاوروبية والافريقية وغيرها ليس بمهم! وهل 250 شخصية عالمية من عالم السياسة ومن عالم الصحافة والاحزاب والبرلمانات ليس بمهم! واذا لم يكن مهما كيف تفسرين ردة الفعل الجنونية التي قامت بها الحكومة المغربية اتجاه السنغال بسحب سفيرها؟ انا ادعوك للاطلاع على الواقع واصدار احكام حقيقية انطلاقا من الواقع سواء في الاراضي المحررة او في مخيمات اللاجئين او في الارض المحتلة. لم تكن هناك اي مقاطعة صحراوية لجبهة البوليساريو بل كان الدعم شاملا والالتفاف ايضا كان شاملا من كافة الصحراويين حتى من داخل المغرب ومن الارض المحتلة. تتحدثون عن عدم وجود شرخ في بوليساريو ولكم ماذا تقولون في هذا الصدد عن "بوليساريو خط الشهيد" التي تقول انها انشقت عنكم وتقول ان مأخذها عليكم هو استمراركم في السلطة منذ اكثر من 30 سنة وتعتبر ان اي حركة تحرير لم يتجدد الدم في دماغها مهددة بالشلل؟ - شكرا جزيلا يا استاذة نورما. هذه اسئلة في الصميم ومهمة جدا وانا اقول لك ان ما سمي ببوليساريو خط الشهيد لا وجود له الا في دهاليز المخابرات المغربية. (مقاطعة) اي انكم تعتبرون ان بوليساريو خط الشهيد بدعة مغربية؟ - لا وجود لها الا في دهاليز المخابرات المغربية اي لا فرق بينها وبين مجموعة مغربية تخدم في المخابرات المغربية. هذا من تفريخ المخابرات المغربية لاسماء دون مسميات للتشويش على الشعب الصحراوي وللتشويش على جبهة البوليساريو وللتشويش على الكفاح الوطني الصحراوي وانا ادعوك للتجول في كل مكان يسكن فيه الشعب الصحراوي ولتلتقي بمن تريدين وبأي طريقة تريدين وبأي مكان تريدين واصدري حكمك بعدها وانا واثق انه لن يكون كالحكم الذي تصدره المملكة المغربية بالتعاون مع مخابراتها لان الصحراويين موحدون اليوم اكثر من اي وقت مضى حول علم الجمهورية الصحراوية وجبهة البوليساريو على الاقل حتى الاستقلال الوطني وحتى يتم تقرير مصيرهم اما فيما يتعلق بموضوع التداول على السلطة نحن طرحنا بمبادرة من قيادة جبهة البوليساريو في المؤتمر الثاني عشر على المؤتمرين موضوع التداول على السلطة بكل حرية وموضوعية ودعونا حقيقة الى التداول على السلطة فيما يتعلق بمنصب الامين العام وفيما يتعلق بالمناصب الاخرى داخل جبهة البوليساريو وكان موضوع نقاش سليما وموضوعيا ونحن ذاهبون في هذا الاتجاه بخطى ثابتة وبكل وضوح والموضوع الآخر الذي طرحناه كان موضوع التساوي بين المرأة والرجل ووصول المرأة الى السلطة مثلها مثل الرجل. (مقاطعة) ولكن في هذا الموضوع تحديدا ثمة من اعتبر انكم تفصلون القوانين على مقاسكم بهدف تسليم السيدة خديجة حرمكم مقاليد منصب الامين العام لجبهة البوليساريو كي تبقى السلطة محصورة ضمن العائلة؟ - هذا المنظور مغلوط تماما وهذه دعاية مغربية. نحن في جبهة البوليساريو نناضل معا ومن حق كل واحد ان يترشح لاي مهمة. للناس الحق والحرية في ان يصوتوا لمن يريدون ونحن داخل المجتمع الصحراوي لا نفرق بين المواطنين نساء كانوا ام رجالا وفي هذه الرؤية يكمن سر صمودنا في الظروف الصعبة التي نعيشها لاني كما احس كرجل بالمسؤولية واشعر بها تشعر بها كل مرأة. كل واحد منا يشعر بمسؤولية المقاومة والمكافحة انطلاقا من الواجب الوطني وهذا هو سر وجودنا واستمرارنا وصمودنا امام كل المناورات والهجومات التي تعرضنا لها. في المؤتمر الذي عقدته جبهة البوليساريو الشهر الفائت في تيفاريتي تم التلويح بمعاودة الحرب على المغرب اذا اخفقت المفاوضات الامر الذي جعل البعض يعتبر ان التلويح بخيار الحرب يكرس انهيار الجبهة دبلوماسيا في حين اعتبر المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ان تهديد جبهة البوليساريو باستئناف الكفاح المسلح مجرد اوهام لان الجبهة غير قادرة على القتال وليس لديها الموارد لشن حرب جديدة الا اذا رغبت بالانتحار، فما هو تعليقكم على ذلك؟ - المؤتمر الاخير الذي انعقد في تيفاريتي المحررة في شهر ديسمبر الفائت والموجود فيها مركز الاممالمتحدة لمراقبة وقف اطلاق النار منذ سنة 1991 كان كبيرا جدا بحيث بلغ عدد المصوتين داخل القاعة 1725 وقدّري ماذا يعنيه هذا العدد بالنسبة لشعب صغير مكافح وقيّمي ذلك لوجيستيا وسياسيا وبشريا وفي كل الجوانب وكان الحضور الدولي كبيرا جدا ايضا واقول لك بصراحة وبوضوح انه بالتحضير للمؤتمر واثناء جلساته نحن كقيادة سياسية وانا من ضمن هذه القيادة السياسية كنا تحت ضغوط شديدة وجمة من طرف قواعدنا الشعبية وقواعدنا المقاتلة لمعاودة الكفاح المسلح لان الصحراويين يعيشون خيبة امل كبيرة جدا كون الاممالمتحدة وعدتهم بتنظيم استفتاء حر وديمقراطي في سنة 1991 في غضون ثمانية اشهر واليوم اي بعد حوالي 17 سنة لم ينظم هذا الاستفتاء وهذا عامل يجعل الشعب الصحراوي يتوق لاستعادة ارضه عن طريق الحل العسكري والعامل الآخر هو قيام الحكومة المغربية بقمع شديد ضد انتفاضة الاستقلال في الارض المحتلة وفي داخل المغرب والاممالمتحدة لم تحرك ساكنا لحماية الصحراويين هناك كما ان في هذا الوقت الضائع تجني الحكومة المغربية ثروات من الصحراء الغربية خاصة فيما يتعلق بالشواطىء والفوسفات والاممالمتحدة لم توقف نهب الثروات في انتظار الحل لذا كانت تسيطر على المؤتمرين خيبة امل حقيقية ولذلك طالبوا بالعودة الى الكفاح المسلح وكانت لدينا مهمة صعبة لجهة اقناعهم بأن الاممالمتحدة لم ترفع يدها وانها موجودة وان وجودها يثبت ان المشكل ليس داخليا وانما دولي وانه يجب الا نقع في الفخ كي لا تحملنا المملكة المغربية مسؤولية الخروج عن السلم وحتى الساعة نستطيع ان نقول اننا نجحنا ولو مؤقتا في تهدئة النفوس. وفيما يتعلق بالكفاح هذه مسألة تقرير مصير وهذا حق شعب مستعمر اذ ان للشعب المستعمر الحق في اللجوء الى الكفاح المسلح من اجل الدفاع عن حريته في تقرير مصيره وهذا الحق مارسناه ضد الاستعمار الاسباني ومارسناه ضد اطراف اتفاقية مدريد وضد الاحتلال المغربي. لقد خضنا هذه التجربة للدفاع عن حقوقنا ونحن لسنا هواة حروب او هواة ظلم بل على العكس من ذلك نحن من الشعوب المسالمة ونريد فقط حقنا بالحرية وتقرير المصير والاستقلال والعيش بسلام وحرية ولا نقبل بالإهانة والحكومة المغربية اهانتنا وقالت ان لا وجود لنا وان الارض مغربية ونحن لا نقبل بالاهانة لان عندنا حقنا في الحرية وفي تقرير المصير ونحن نتمسك بحقنا وبالدفاع عن هذا الحق ونتمنى الا تفرض علينا العودة الى القتال. ولكن انتم تلوحون بخيار الحرب وفي الجهة المقابلة المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية يشكك في قدراتكم على شن هذه الحرب ويعتبر ان الجبهة غير قادرة على القتال ولا تملك الموارد التي تمكنها من شن حرب جديدة؟ - طرفا النزاع هما المملكة المغربية والبوليساريو ويجب ان نرتبط ارتباطا كليا بهذين الطرفين وما عدا ذلك لا رأى له ولا تأثير له ولا مكان له في هذا الصراع. الحكومة المغربية عام 1975 نظمت اجتياحا عسكريا للصحراء الغربية واتذكر قول الملك الحسن الثاني في اغادير لشعبه اذا اعترضكم الجيش الاسباني اقتسموا معه زادكم واذا اعترضكم غير ذلك فأنا معكم وإلى جانبكم وهذا يعني اذا طاردكم الشعب الصحراوي اقتلوه اضافة الى ذلك حائط العار الذي تقيمه المملكة المغربية على تراب الصحراء الغربية هو اطول حائط عسكري في الدنيا ومليء بالالغام والرادارات والاسلاك الشائكة وهذا يعني ان هذه حرب ضروس وكبيرة واذا لم يتم ايجاد حل للمشكل على اساس احترام الشرعية الدولية والقانون سوف تستمر الحرب. من اين ستأتون بالسلاح لهذه الحرب؟ - الموضوع اليوم ليس موضوع سلاح لان الشعوب التي كافحت من اجل تصفية الاستعمار لا تقاس قوتها بالسلاح او بالنقود. المسألة مسألة حق وفاقد الحق يجد السلاح في اي مكان ويأتي بالمال من اي مكان لان لديه الحق ولأنه مصرّ على الدفاع عن حقه. سؤال اخير بالنسبة للمفاوضات هل تأملون خيرا في المواقف الدولية وهل تعتبرون انها ستنصفكم،ولماذا في مؤتمركم الاخير طلبتم من فرنسا من بين الدول التي خاطبتموها الضغط على المغرب؟ - لقد خاطبنا في المؤتمر مجموعة من الدول وفيما يتعلق بفرنسا تحديدا خاطبناها لانه لولا دعمها وموقفها الصريح وغير البناء مع الاسف الشديد في دعمها لوجهة النظر المغربية لكنا قد انهينا المشكل ولكنا قد اقمنا المغرب العربي. نحن نتمنى ان تصحح فرنسا موقفها وان تحاول دعم الاممالمتحدة وان تقوم بعمل بناء على طريق استتباب السلم انطلاقا من احترام مقتضيات الشرعية الدولية خاصة حق تقرير المصير ونتمنى ان تكون فرنسا هذه المرة اكثر ايجابية مما مضى. هل ترون ان الرئيس نيقولا ساركوزي ممكن ان يتبنى تجاهكم سياسة مغايرة لسياسة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك؟ - انا ارى ان فرنسا ساركوزي اليوم مطالبة بلعب دور اكثر ايجابية مما كان عليه الحال في الماضي. وفي تقديري ممكن ان يكون الرئيس ساركوزي اكثر تحررا من الرئيس شيراك انطلاقا مما كنا نسمعه ولا ادري ما حقيقته ان الرئيس شيراك كان يحسب من اعضاء العائلة الملكية المغربية لدرجة ان بعض الناس كانوا يطلقون عليه السيد شيراك العلوي والرئيس ساركوزي في تقديري ممكن ان تتوفر له حرية اكثر وممكن ان يلعب دورا اكثر حيادية واكثر ايجابية في علا قته مع البوليساريو والمغرب.