خلدت الجماهيرية الليبية الذكرى الخمسين لانطلاق جماعة الوحدويين الأحرار، وقد مثل الحزب في هذه المناسبة التي حضرها عدد من ممثلي الأحزاب الوطنية، الأخ شيبة ماء العينين عضو اللجنة التنفيذية، حيث كانت هذه المناسبة فرصة للاتصال بالعديد من الوفود العربية والأجنبية، لتبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا، وفي مقدمتها ملف وحدتنا الترابية. وفي هذا الإطار كان للأخ شيبة مع ممثلي الأحزاب الوطنية المشاركة في الذكرى لقاء هام مع السيد سليمان شحومي أمين الشؤون الخارجية في مؤتمر الشعب العام. وقد تناولت المحادثات التي تميزت بالصراحة، سبل تعزيز وتطوير علاقات الأحزاب المشاركة في اللقاء والتنظيمات الشعبية بالجماهيرية بما يدعم المجهودات الرسمية على مختلف الأصعدة. وفي هذا السياق تطرق الطرفان إلى الدور الذي يمكن أن تضطلع به تنسيقية التنظيمات والأحزاب بالمغرب العربي في خلق جسور للتواصل، للإسهام في خلق مناخ يهيىء الظروف الممهدة لتنقية الأجوء المشجعة على تخطي المعوقات التي تعرقل انطلاق الاتحاد المغاربي وتحقيق حلم شعوب أقطارنا. كما أشار الوفد المغربي إلى الدور الذي يرجى أن تقوم به الجماهيرية، باعتبار الأخ العقيد معمر القذافي رئيسا للاتحاد الإفريقي والمتمثل أساسا في العمل على تصحيح الخطأ القانوني والسياسي الذي ورثه الاتحاد الإفريقي عن منظمة الوحدة الإفريقية وهو خطيئة قبول جمهورية وهمية بين أعضائها، وذلك لكي يتسنى لبلادنا استعادة عضويتها في الاتحاد الإفريقي إنصافا لها وتعزيزاً للاتحاد ووفاء لخطها الذي رسمته غداة الاستقلال في مؤتمر الدا البيضاء الذي شارك فيه قادة التحرر العربي الإفريقي وفي مقدمتهم جلالة الملك محمد الخامس، الرؤساء جمال عبد الناصر، قوامي تكروما، سيكو تورى، وفرصات عباس . وبصدد العلاقات المغربية الجزائرية وملف الصحراء، أكد الوفد المغربي أن بلادنا قد اتخذت العديد من المبادرات، الهادفة إلى إنهاء التوتر المفتعل من طرف الجزائر، لعودة علاقات بلدينا إلى وضعها الطبيعي، إذ رفع التأشيرة بين البلدين وطالب بفتح الحدود، وتقدم بمقترح الحكم الذاتي بأقاليمنا الجنوبية، لإنهاء التوتر على أرضية لا غالب ولا مغلوب، لكن الأخوة في الجزائر لم يتعاطوا بشكل إيجابي فيما يخص مسألة فتح الحدود، ولم يتجاوزوا الربع الأول بشأن ملف الصحراء، الشيء الذي أجهض كل المساعي الأممية الهادفة إلى طي هذا الملف، الذي يتوقف إنهاؤه على الإرادة الجزائرية، التي تحتجز مواطنينا فوق أراضيها، دونما اكتراث بمعاناتهم في ظروف لا إنسانية، وحرمانهم من أبسط حقوق الإنسان وهو حق التنقل، الشيء الذي حذا ببلادنا إلى مطالبة المفوضية العليا لشؤون اللأجئين بنقلهم إلى بلد ثالث لإنهاء حالة الاحتجاز وإعطائهم حرية التنقل. وقد جرى هذا اللقاء في جو مفعم بروح التفاهم والرغبة المشتركة في تعزيز علاقات تنظيماتنا السياسية، خدمة لقضايا بلدينا وتوسيع مجالات التعاون بينهما على مختلف الأصعدة والحرص على أن يضطلعا بدورهما الفاعل في محيطهما المغاربي والإفريقي والعربي.