انعقد أخيرا المؤتمر الخامس للأحزاب العربية بدمشق تحت شعار «القرار العربي المستقل»، وقد كان حزب الاستقلال ممثلا فيه بالأخ شيبة ماء العينين عضو اللجنة التنفيذية، الذي أجرى مباحثات واتصالات مع العديد من رؤساء وأعضاء وفود الأحزاب الشقيقة، حول القضايا العامة التي استقطبت اهتمام المؤتمرين، إلى جانب قضايا المغرب العربي، وأسباب تعتبر انطلاقة كوحدة إقليمية تشكل مطمحا لشعوب أقطارنا باعتباره خيارا حيويا لكسب الرهانات التي يفرضها تعاملنا مع محيطينا الأورومتوسطي وماتعرفه العولمة من تحديات. وقد كان لحضور الأحزاب المغربية المشاركة دور هام في تجديد التأكيد على إجماع الشعب المغربي بكل فعالياته السياسية والمدنية والحقوقية على الدفاع عن وحدتنا الترابية الوطنية، كما كانت مناسبة للتعريف بالتقدم الحاصل في مجال الحريات العامة ببلادنا، وحرص الجميع على تحصين المناخ الديمقراطي والإسهام في إثرائه. وقد كان حضور ومساهمة العديد من أعضاء الوفد المغربي في مناقشات العامة وداخل اللجان وازنا ولاقى تجاوبا واسعا لدى المؤتمرين بشكل واسع. وقد تمخضت أشغال المؤتمر عن بيان هام تناول مجمل القضايا التي تعرفها الساحة العربية والدولية، سواء على المستوى القطري أو الإقليمي والدولي ، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومناطق التوثر التي تعرفها بعض أقطارنا العربية والإسلامية. وبخصوص ملف وحدتنا الترابية فقد أكدت توصيات المؤتمر على إدانة ورفض كل الأطروحات الانفصالية في أي من أقطارنا ودعم التوجه الوحدوي ومساندة المغرب في استكمال وحدته الترابية واسترجاع مدينتي سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما. وفيما يلي نص الفقرتين المتعلقتين بهذا الموضوع: «يجدد المؤتمر دعمه لحق المغرب في تحرير سبتة ومليلية والجزر المحتلة من السيطرة الإسبانية، كما يدعم حق جزر القمر في استعادة جزيرة مايوت من المستعمر الفرنسي، ويدعو كلا من إسبانيا وفرنسا إلى فتح حوار مع المغرب وجزر القمر لتصفية الاستعمار في الأراضي العربية بإفريقيا. وإذ يؤكد المؤتمر ضرورة العمل المشترك لتوحيد الوطن العربي، فإنه يرفض أي نزوع نحو الانفصال في أية دولة عربية، ويعتبر الدعوات الانفصالية دعوات هدامة لاتخدم مصلحة الأمة، بل مصلحة المستعمر، وتهدف إلى تفتيت الأمة العربية هوية وأرضا وإنسانا. ويؤكد المؤتمر على وجوب اعتماد الحوار حلا أساسا لكافة المشاكل في أي قطر عربي بما يؤدي إلى قطع الطريق على التدخل الأجنبي الخارجي والاستقواء به.