يبدو أن قصة الإفراج عن المقرحي لم تكتمل فصولها بعد, أو على الأقل هذا ما تريده بعض الدوائر في بريطانيا ومن بينها الصحافة التي وجدت فيها مادة خصبة، إذ لا تزال المقالات تدبج والأخبار تترى والتحقيقات تُجرى على صفحات كبريات الصحف. فها هي صحيفة «ذي غارديان» البريطانية تقول إن ليبيا بدأت أسبوعا من الاحتفالات التي وصفتها بالباذخة بمناسبة مرور 40 عاما على تولي معمر القذافي مقاليد السلطة في البلاد ، في ظل مقاطعة شبه كاملة من الزعماء الغربيين لها. وذكرت الصحيفة, في تقرير من طرابلس, أن القادة الغربيين أرادوا بغيابهم هذا إظهار استيائهم الشديد من الترحيب الذي حظي به المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي الذي أدين بتفجير طائرة «بان أميركان «فوق سماء لوكيربي , وأفرجت عنه أسكوتلندا مؤخرا. وكشف دبلوماسيون أن السفير البريطاني لدى ليبيا , سير فينسنت فين ; سافر إلى الخارج ولم يشارك نظراءه الدبلوماسيين وكبار الشخصيات في حضور الاحتفالات, وهو ما اعتبرته الصحيفة نفورا آخر مقصودا بعد إلغاء دوق يورك زيارة كانت مقررة إلى ليبيا. ويبدو أن ليبيا حريصة على الحد من الضرر الذي لحق بها من استقبال المقرحي بمطار طرابلس الدولي... على أن مقاطعة القادة الغربيين لاحتفالات الذكرى الأربعين لثورة الفاتح من شتنبر تحمل في طياتها رسالة إلى نظام بات يتذوق طعم الخروج من عزلته. أما صحيفة «ذي إندبندنت» فقد تناولت موضوعا على الرغم من أنه يبدو للوهلة الأولى بعيدا عن قصة المقرحي ,فإنه مرتبط بها ببعض الصلة. فقد ذكرت أن ليبيا ألمحت لأول مرة إلى أنها تنظر في أمر تعويض عائلات ضحايا هجمات الجيش الجمهوري الأيرلندي اعترافا منها بتسليح من وصفتهم الصحيفة بالإرهابيين. ونقلت الصحيفة عن أمين التعاون الدولي بالخارجية الليبية, محمد الطاهر سيالة, قوله إن مسألة التعويضات هي ضمن إطار المفاوضات الجارية بين طرابلسولندن, وإن البلدين ربما يكونان على مشارف التوصل لشكل من أشكال الاتفاق في هذا الصدد. وربط المسؤول الليبي إمكانية حدوث تقدم في موضوع تقديم قاتل الشرطية البريطانية ،إيفون فليتشر ذالتي لقيت مصرعها وهي تؤدي واجبها أثناء مظاهرة خارج السفارة الليبية في لندن عام ,1984- بمدى تعاون بريطانيا في قضية محاولة اغتيال القذافي بمؤامرة من تدبير أجهزة مخابراتها في 1998.