المقرحي المدان الوحيد في تفجير لوكربي يعود الى بلاده جواً بعد اطلاقه من سجنه الاسكتلندي ...وواشنطن تأسف بشدة للقرار وصل الى مطار ليبيا عبد الباسط المقرحي المدان بتفجير لوكربي 1988 وقد عاد من مطار في اسكتلندا بعد اطلاقه من سجنه الاسكتلندي الخميس في اعقاب افراج الحكومة الاسكتلندية عنه. وغادر المقرحي (57 عاما) سجن غرينوك غرب اسكتلندا في عربة سجن بيضاء ترافقه سيارات الشرطة وسط صيحات غضب من عدد من المارة، متوجها الى مطار غلاسكو حيث تنتظره طائرة ليبية لتقله الى وطنه ليبيا. وكان وزير العدل الاسكتلندي كيني مكاسكيل اعلن في وقت سابق انه أمر بالافراج عن المقرحي لأسباب انسانية. وكان مسؤول في الحكومة الليبية اعلن قبيل ذلك انه تم الافراج عن المقرحي الذي يعاني من مرض عضال، وسيصل الى طرابلس خلال ساعات قليلة. وفي رد سريع، اعلن البيت الابيض ان الولاياتالمتحدة "تأسف بشدة" لقرار الافراج المقرحي. وجاء في بيان للبيت الابيض ان "الولاياتالمتحدة تأسف بشدة لقرار الحكومة الاسكتلندية الافراج عن عبد الباسط محمد المقرحي". واضاف: "في هذا اليوم نود ان نعرب عن تعاطفنا الشديد مع العائلات التي تعيش يوميا معاناة فقدان احبائها. ونحن ندرك التاثير الدائم لمثل هذه الخسارة على اي اسرة". وقال وزير العدل ااستلندي ان عبد الباسط علي محمد المقرحي، الذي يعاني من مرحلة متقدمة من سرطان البروستات، يمكنه العودة الى ليبيا ليموت هناك، مشيرا الى ان القانون الاسكتلندي ينص على "تطبيق العدالة ولكن كذلك اظهار الرأفة". واضاف: "لهذه الاسباب وحدها، قررت الافراج عن المقرحي لاسباب انسانية والسماح له بالعودة الى ليبيا". وتابع ان "الانسانية والرحمة تاتيان في اطار معتقداتنا التي نسعى لان نعيش بموجبها، والالتزام بقيمنا كبشر مهما كانت شدة الاستفزازات او الفظاعة المرتكبة". وقال "انه قراري وقراري لوحدي (...) لقد قمنا بذلك طبقا للاجراءات المطلوبة. اعلم ان البعض لن يوافق" على القرار، مضيفا انه اتخذ القرار "من دون اي اعتبارات سياسية او اقتصادية". واوضح الوزير ان الاطباء اكدوا ان المقرحي (57 عاما) لن يعيش اكثر من ثلاثة اشهر، مضيفا انه اصبح الان "يواجه عدالة من قوة عليا (...) انه يحتضر". وكان مسؤول في مكتب رئاسة الوزراء الليبي صرح للصحافيين ان المقرحي "حر وسيصل الى ليبيا خلال الساعات القليلة المقبلة". وفي وقت سابق، اعلن مسؤولون في مطار عسكري قرب طرابلس ان الاستعدادات تجري لوصول المقرحي. وافاد الاعلام الليبي ان طائرة ليبية تقل صحافيين ليبيين غادرت ليبيا الى اسكتلندا، حيث يمضي المقرحي حكما بالسجن المؤبد. وذكرت وسائل الاعلام البريطانية في الايام القليلة الماضية ان المقرحي يعاني من سرطان البروستات وان الاطباء يقدرون انه لن يعيش لأكثر من ثلاثة اشهر. وكانت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية قالت في عدد ها الصادر امس الاربعاء ان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون اتهم بالاسراع في ابرام معاهدة مع ليبيا لاعادة المقرحي الى بلده من سجنه في اسكتلندا كجزء من مسعى بريطاني لحماية مصالح بريطانيا النفطية في ليبيا. المقرحي وكان ثلاثة قضاة اسكتلنديين في المحكمة العليا في ادنبرة قد قبلوا اول من امس طلبا من المقرحي بالتخلي عن استئنافه الثاني ضد ادانته بالمسؤولية في تفجير طائرة "بان آم" فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية. وتحدثت زوجة الرجل الوحيد الذي دين في حادث تفجير الطائرة الاميركية فوق قرية لوكربي الاسكتلندية الى مراسل صحيفة "ذي تايمز" البريطانية ريتشارد كرباج امس معربةً عن آمال ومخاوف عائلية. وقالت: "لا اصدق انباء الافراج عن عبد الباسط علي المقرحي الا بعد ان أراه رؤيا العين في ليبيا". واضافت "الابناء تنتابهم الشكوك في ما يتعلق بتلك الانباء، ولن يصدقوها هم ايضا الا بعد ان يروا والدهم في ليبيا". وقد اعربت السيدة المقرحي التي تحصل على معونة مالية من الحكومة الليبية منذ سجن زوجها في العام 2001، عن خيبة الامل لانها لم تبلغ رسميا ما اذا كان سيطلق سراحه ام لا. وقالت: "والله لم نسمع كلمة واحدة من الحكومة عما اذا كان سيطلق سراحه ام لا. ولكننا نتابع الانباء وهذا هو كل ما لدينا من معلومات". ولم تغير السيدة المقرحي شعورها تجاه الحكومة الليبية، كما تقول الصحيفة البريطانية، منذ ان قالت ل"ذي تايمز" في نهاية العام الماضي من ان زوجها اصبح كبش فداء للامة عندما وافق على ان يمثل امام القضاء في جريمة يصر على انه لم يرتكبها. وقالت "لقد ضحى بنفسه من اجل الامة باكملها. ولكنهم لا يستطيعون التعويض عن غيابه ولا عن الحزن الذي ملأ نفوسنا". وقالت "انها تحدثت اليه اليوم وانه كان سعيدا بالانباء المتواترة، لكنه مريض جدا وينتظر ما سيؤول اليه الامر بالنسبة له وفي مطار معيتيقة بطرابلس لوح ليبيون بأعلام بلادهم الخضراء ورفعوا لافتات تحمل عبارات تأييد واشادة بالحكومة الليبية وبالمقرحي. وحمل البعض لافتات اسم اتحاد الشباب الوطني المؤيد للزعيم الليبي معمر القذافي. وكتب على إحداها "وعدت وصدقت الوعد وأعدت عبد الباسط المقرحي إلى عائلته". وقال شاب ذكر ان اسمه سامي "الشباب الليبي يرحب اليوم بعودة السجين السياسي عبد الباسط المقرحي." ولم تقتنع أسر كثير من البريطانيين الذين قتلوا في التفجير بالادلة التي قدمت في محاكمته وتعتقد انه ينبغي السماح بعودته الى بلاده ليموت هناك. واصبحت قضية المقرحي علامة هامة بالنسبة للحكومة الاسكتلندية التي وازنت بين مصالح متنافسة من بينها ان شركات النفط البريطانية تحاول القيام بمزيد من الاعمال في ليبيا وتأمل ان يؤدي الافراج عن المقرحي الى فتح الابواب امامها. وتتمتع الحكومة التي يقودها الحزب الاسكتلندي الوطني الانفصالي بصلاحيات الاشراف على العدل وسياسات اخرى بشكل مستقل عن بقية بريطانيا. وانهت شركة النفط البريطانية بي بي غيابا استمر 30 عاما عن ليبيا في عام 2007 عندما وقعت اكبر عقد للتنقيب عن النفط عبر اتفاق ثنائي. وتريد شركة رويال داتش شل ايضا ان تستكشف الاحتياطيات الليبية وهي اكبر احتياطيات في افريقيا