يواصل المغرب تنفيذ مخططه الاتراتيجي للنهوض بالقطاع السياحي ، عبر إنجاز مختلف المشاريع المبرمجة ، وذلك بالرغم من التداعيات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية على هذا القطاع ، وفي هذا الإطار تعرف الأشغال بالمحطة السياحية «مازغان» تقدما كبيرا ، ومن المنتظر أن تستقبل أول زبنائها خلال شهر أكتوبر المقبل ، وبذلك تكون ثاني محطة سياحية في إطار المخطط الأزرق ، تفتح أبوابها خلال سنة 2009 بعد المحطة الشاطئية السعيدية .. ويتوقع المسؤولون أن تتمكن هذه المحطة التي تمت تنميتها من قبل المجموعة « كرزنر »من استقطاب أربعة ملايين شخص سنويا ، وينزل 200 ألف زبون في الفنادق، منهم 50 في من المغاربة والباقي من دول أوروبا والشرق الأوسط ، و يتم إنجاز هذا المشروع بتمويل مشترك بين مجموعة صندوق الإيداع والتدبير، وSomed و mamda /MCMAبكلفة مالية قدرت في المرحلة الأولى ب3.1 مليار درهم للشطر الأول ، ضمن كلفة إجمالية تصل إلى 20 مليار درهم. وحسب مسؤولي « كرزنر » فإن رقم المعاملات بالنسبة هذه المحطة قد يصل في السنة الأولي إلى حوالي 1.35 مليار درهم . وشهد يوم الاثنين 25 يونيو من سنة 2007 بمنطقة الحوزية بإقليم الجديدة، عملية انطلاق أشغال بناء المحطة السياحية "مازغان" التي تندرج في إطار المخطط الأزرق، الذي يهدف إلى إحداث جيل جديد من المحطات السياحية المندمجة وفق مبدأ التنمية المستدامة ومن خلال تعبئة القطاعين العام والخاص ، والعمل على سد العجز الكمي والنوعي في التجهيزات الفندقية ، مع الاستفادة من المؤهلات الطبيعية الوطنية،وغنى الموروث الثقافي المغربي وتنوعه، في إطار مقاربة جديدة تتوخى تحقيق تنمية جهوية متوازنة بجميع تراب المغرب، وعلى هذا الأساس تم اختيار ست محطات سياحية ، تتوزع على محطة السعيدية بالمغرب الشرقي التي تقع على 713 هكتار،ومحطة ليكسوس بالعرائش على 461 هكتار،ومحطة مازغان بالجديدة على مساحة 504 هكتار،ومحطة موغادرو بالصويرة على مساحة 581 هكتار،ومحطة تاغازوت بأكادير على مساحة 615 هكتار،والشاطئ الأبيض بكلميم على مساحة 695 هكتار. وستمكن هذه المحطات الست من تقوية العرض في القطاع السياحي الوطني وتنويعه من خلال إضافة طاقة استقبال تصل إلى حوالي 120 ألف سرير من بينها 85 ألف سرير فندقي . وتشمل محطة مازغان وحدات سياحية مصنفة، ومراكز للترفيه، وفضاءات للرياضات البحرية، ومركزا للمؤتمرات بطاقة استيعابية تصل إلى 1.200 مقعدا ، إضافة إلى مسلك للغولف، وإقامات سياحية فاخرة. وتقدر طاقتها الإيوائية بحوالي 8.000 سرير. و سيمكن هذا المشروع الضخم من توفير أزيد من 2.000 منصب شغل مباشر، وأكثر من 8.000 منصب شغل آخر غير مباشر. وتمتد محطة مازغان على مساحة تزيد عن 500 هكتارا، على طول 15 كلم من السواحل، وتقع على بعد 80 كلم من العاصمة الاقتصادية للمغرب، الدارالبيضاء، وبالقرب من أكبر مطار دولي بالمملكة، كما تحدها شمالا وادي أم الربيع ومدينة أزمور، وجنوبا مدينة الجديدة. وتجدر الإشارة إلى أن التوجهات الجديدة في قطاع السياحة التي شرع في تنفيذها منذ سنة 2001 ، مكنت السياحة المغربية من تحقيق قفزة على جميع الأصعدة، إذ وصل عدد السياح الذين زاروا المغرب حتى نهاية 2008 إلى 9ر7 مليون سائح أي بارتفاع نسبته 84 في المائة مقارنة مع سنة 2000 .