أطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة بفرنسا، بشراكة مع ثلاثة من كبار متعهدي الأسفار، حملة للترويج لوجهة المغرب في القنوات التلفزية والإذاعية، وأعلن المكتب أن هذه الحملة الإشهارية، التي ستستمر إلى 21 أكتوبر ، ستوفر تعريفات تحمل امتيازات خاصة بالنسبة إلى الأسر الفرنسية.أحد المشاريع المدرجة في محطة مازغان المنتظر تدشينها يوم 15 أكتوبر (خاص) وتأتي الحملة في وقت ما تزال تداعيات الأزمة العالمية شديدة على القطاع السياحي الوطني، إذ تشير الأرقام إلى أن نسبة التدفقات تراجعت بأكثر من 20 في المائة، والمداخيل انخفضت بأكثر من النصف، كما تدنت الأنشطة المرتبطة بالقطاع، من قبيل النقل السياحي، والنقل الجوي، فضلا عن توقف بعض الاستثمارات، مثل مشروع محطة تغازوت. وتأتي الحملة السياحية الجديدة، بعد تلك التي أطلقها المكتب السنة الماضية، خصوصا في البلدان الرئيسية، المصدرة للسياح، وفي مقدمتها فرنسا، ثم إسبانيا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وإيطاليا، وروسيا. ومن أجل التقليل من انعكاسات الظرفية الاقتصادية الصعبة، التي يجتازها العالم، على النشاط السياحي، وضعت وزارة السياحة مخططا تحت اسم "كاب 2009"، "للحد من الانعكاسات السلبية على القطاع السياحي المغربي، وتعزيز ديناميته، في ظل الأزمة المالية العالمية الراهنة. وقالت الوزارة إن سلسلة من التدابير "الملموسة والتكتيكية"، اتخذت للحد من الانعكاسات السلبية للظرفية المالية والاقتصادية الدولية على السياحة، وتمكين القطاع من رفع التحديات التي من المنتظر أن تواجهه خلال السنة الجارية. وخصص لهذا البرنامج غلاف مالي يقدر بمليار درهم، من أجل النهوض بالقطاع السياحي، خلال السنة الجارية. وكان محمد بوسعيد، وزير السياحة، قال أخيرا إن الرهان القائم أمام السياحة في المغرب، يتمثل في رهان "الإيراد"، إذ "يتعين أن ينصب المجهود على التنافسية، وعمليات ترويج شرسة، لتعويض "مفعول الإيرادات، التي قد تتضرر" بالإقامات التي تزداد قصرا، والتي تكلف نفقات أقل". وأعرب بوسعيد عن الأمل، أيضا، في أن يمكن "مفعول فتح محطتي السعيدية ومازاغان ، من خلال إحداث 20 ألف سرير إضافي، من جلب فئة من الزبناء لم تكن معتادة بالمغرب، ويعوض جزءا من الخسارة، من حيث هذه الإيرادات". وفضلا عن الإجراءات الاعتيادية، دعا الوزير أيضا، إلى مواصلة سياسة تنويع الأسواق، وإحداث وجهات جديدة، لأن "هشاشة القطاع جلية"، حسب رأيه. وتتجلى هذه الهشاشة في رقمين اثنين: إذ أن أزيد من 65 في المائة من السياح يأتون من سوقين هما فرنساوإسبانيا، وحوالي 65 في المائة من الوجهات تستحوذ عليها مدينتان هما مراكش وأكادير. "فلا يمكننا بناء سياسة مستدامة ومتينة بهذه الطريقة. ومنذ إطلاق رؤية 2010 لم يسجل تنويع الأسواق تقدما كبيرا. وكان الأمر أمنية أكثر منه شيئا آخر، لأننا لم نمكن أنفسنا من وسائل القيام بذلك". الفرنسيون في المقدمة وكان وزير السياحة أعلن أخيرا، أن عدد السياح الفرنسيين، الذين زاروا المغرب، في الفترة من يناير إلى يوليوز 2009، ارتفع بنسبة 8 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، مشددا على "ضرورة مواصلة الجهود، من أجل الحفاظ على موقع المغرب في هذه السوق السياحية". وأوضح بوسعيد في تصريح أدلى به، على هامش المعرض الدولي للسوق السياحية الفرنسية "توب ريزا"، الذي نظم أخيرا في باريس، أن السوق الفرنسية تمثل 35 في المائة من مجموع السياح الأجانب، الذين زاروا البلاد. وزار المغرب أكثر من مليون سائح فرنسي، في الفترة المذكورة، التي تتزامن مع حدثين سلبيين، أثرا على السياحة العالمية، التي سادت مجموع الوجهات العالمية، وقلصت من التدفقات لتصل إلى 1 في المائة، أو اقل، في حين يتمثل العامل الثاني في انتشار وباء أنفلوانزا الخنازير. وفي ما يتعلق بالترويج لوجهة المغرب في أوساط الزبناء الفرنسيين، بصفة خاصة، والأوروبيين بصفة عامة، قال الوزير إن الاستراتيجية الوطنية تتضمن جانبا داخليا، يتمثل في عرض منتوجات جديدة، من قبيل المحطات السياحية، خاصة محطة السعيدية، التي افتتحت رسميا في يناير الماضي، ومحطة "مازغان"، التي من المقرر أن تفتتح رسميا يوم 15 أكتوبر المقبل.