تلقت رياضة التايكواندو الوطنية آخر ضربة موجعة في دورة الألعاب الأولمبية, بعد إقصاء ثالث وآخر ممثل لها في هذه التظاهرة الرياضية العالمية, عبد القادر الزروري, بعد خسارته في ربع النهاية وانسحابه من المباراة الاستدراكية. وكان الزروري قد دشن منافسات وزن أكثر من80 كلغ, التي احتضنتها يوم السبت القاعة المغطاة لكلية العلوم والتيكنولوجيا ببكين, بفوز مستحق على الفنزويلي دياز فالكون خوان كارلوس بالنقط (4 -3 ) برسم دور الثمن وعزز آمال المغرب في إحراز إحدى الميداليات وبالتالي تدوين إسم التايكواندو المغربي ولأول مرة في تاريخه في سجل المتوجين في الأولمبياد. وكان على الزروري تجاوز عقبة اليوناني نيكولايديس ألكسندروس في دور ربع النهاية, لكنه خرج من النزال منهزما (5 4 ) ومصابا بعد تلقيه ضربة قوية تسببت في التواء ركبته اليسرى, ليبقى الأمل في الإقتراب من الميدالية النحاسية, التي باتت أقصى ما يمكن بلوغه, هو خوض غمار مباراة استدراكية من نزالين بلغها بفضل تأهل اللاعب اليوناني إلى نصف النهاية. ولم يتمكن عبد القادر الزروري, الذي كان آخر فرصة لإنقاذ ماء وجه التايكواندو الوطني بعد خروج مواطنتيه غزالان التودالي (وزن48 كلغ) من الدور الأول ومنى بنعبد الرسول (وزن أقل من67 كلغ) في دور الربع, من دخول غمار أول اختبار للمباراة الاستدراكية وانهزم بالإنسحاب أمام الكازاخستاني أرمان شيلمانوف. وباتت هذه ثالث دورة أولمبية تخرج منها رياضة التايكواندو بخفي حنين بعد دورتي سيدني2000 وأثينا2004 , رغم أن الأهداف التي كانت قد رسمت للمشاركة في دورة بكين تختلف بكثير عن سابقاتها كما أكد ذلك المدرب الوطني حسن الإسماعيلي قبل انطلاق المنافسات "المشاركة في الدورتين الأولمبيتين السابقتين كانت من أجل إتاحة الفرصة للأبطال المغاربة لكسب مزيد من التجربة والاحتكاك مع أبطال ينتمون لدول معروفة بعلو كعبها في رياضة التايكواندو ككوريا واليابان وغيرهما, لكن دورة بكين حدد لها كهدف الحصول على ميدالية وكيف ما كان لون معدنها". ويطرح المستوى المتواضع, الذي ظهر به الأبطال المغاربة الثلاثة في أولمبياد بكين, أكثر من علامة استفهام خاصة وأن التايكواندو الوطني نجح خلال السنوات الخمس الأخيرة في فرض ذاته بين العديد من البلدان الرائدة وانتزع الاحترام, بفضل النتائج التي ما فتئ يسجلها في مختلف الاستحقاقات الجهوية والدولية والقارية, وكان من المفروض بناء على ذلك, أن تشكل دورة الألعاب الأولمبية الحالية هدفا لتغيير الصورة التي ظهر بها هذا النوع الرياضي في الدورات السابقة. لكن المدرب والمدير التقني الوطني كان له رأي آخر حيث اعتبر, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أن "المشاركة في دورة بكين كانت إيجابية ولم يكن ينقص التايكواندو الوطني سوى إحراز ميداليات حتى يكرس المستوى الجيد الذي بلغه", مضيفا "الأبطال الثلاثة ظهروا بمستوى عال والدليل على ذلك انهزامهم بصعوبة أمام منافسيهم وبفارق ضئيل من النقط ويمكن القول أنهم خرجوا من المسابقة مرفوعي الرأس". وقال من جهة أخرى إنه "قد حان الوقت للنظر إلى رياضة التايكواندو بالمغرب برؤى جديدة وإعادة النظر في مجموعة من الأشياء مع الأخذ بعين الإعتبار المستوى الذي بلغته العديد من البلدان ثم التهيء على ضوء ذلك لدورة الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها العاصمة البريطانية (لندن) سنة2012 ".من جهة أخرى أكد مصدر طبي من اللجنة الأولمبية الدولية أن الإصابة التي تعرض لها لاعب التايكواندو المغربي عبد القادر الزروري, يوم السبت خلال مباراة دور ربع نهاية مسابقة وزن أكثر من80 كلغ وخسرها أمام الفنزويلي دياز فالكون خوان كارلوس بالنقط (3 -4 ), برسم اليوم ما قبل الأخير من دورة أولمبياد بكين, تستدعي الخضوع لعملية جراحية. وأضاف المصدر ذاته, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أن "الزروري أصيب على مستوى وتر الركبة اليسرى, وهي إصابة شائعة بين الرياضيين, لكنها تستدعي تدخلا جراحيا لإعادة ربط الوتر وتقويم الركبة التي انحرفت شيئا ما عن مكانها".وأشار إلى أنه "تم إجراء جميع الفحوصات بالأشعة والرنين المغناطيسي للاعب المغربي وتلقى العلاجات الأولية وسيتناول بعض الأدوية المتكونة من المضادات الحيوية إلى حين خضوعه للعملية الجراحية, التي تستوجب بدورها الخضوع للراحة لفترة معينة سيحددها الطبيب الذي سيجري التدخل الجراحي". ومن جانبه, عبر رئيس الجامعة الملكية المغربية للتايكواندو السيد إدريس الهلالي, عن أسفه الشديد لتعرض عبد القادر الزروري إلى هذه الإصابة التي حرمته من خوض المباراة الاستدراكية وخروجه بالتالي من المنافسات. وذكر رئيس الجامعة بأن الزروري كان قد تعرض لإصابة مماثلة خلال مشاركته في إحدى الدوريات المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية والذي احتضنته ليبيا في شهر نونبر الماضي, خضع على إثرها لعملية جراحية أولى شهرين بعد ذلك, وخضع لفترة راحة قبل أن يعود إلى التداريب للمشاركة في الأولمبياد