لايزال الغموض يلف ظروف قصف مروحيتين عسكريتين جزائريتين لقافلة سيارات تابعة لعناصر البوليساريو وهو ما أدى إلى مقتل ثمانية من ركابها . وكانت مصادر إعلامية جزائرية قد تناولت موضوع الحادث الذي وقع في منطقة الحفيرة جنوب غرب الجزائر دون أن تغوص في التفاصيل . ولم تكلف الأجهزة الرسمية سواء بالجزائر أو تندوف نفسها عناء إصدار بلاغ حول الواقعة وهو ما فتح الباب أمام التأويلات . وإذا كانت طريقة معالجة الصحافة الجزائرية للحادث ترجح فرضية الخطإ غير المتعمد ، فإن إحجام الأطراف المعنية عن توضيح ظروف العملية يعطي الانطباع بأن الأمر لا يتعلق بحادث عسكري عرضي ، بل له علاقة بأجواء الحصار الأمني المطبق على مخيمات الانفصاليين بتندوف ، والرقابة المشددة على منافذه ، حيث لا يستبعد أن تكون عملية القصف الجوي على صلة بملاحقة عناصر انفصالية راغبة في الالتحاق بالمغرب . وكانت الجريدة الإلكترونية «الجزائر تايمز » قد ذكرت أن قافلة عربات تابعة للبوليساريو تعرضت مؤخرا لقصف من مروحيتين تابعتين للجيش الجزائري في منطقة الحفيرة جنوب غرب الجزائر مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص . وأوضح المصدر ذاته أن هذه القافلة تعرضت للقصف عندما كانت تتجه لأعماق الصحراء لإيصال المؤونة إلى «كتيبة الملثمين» التي يتزعمها مختار بلمختار المدعو بلعور وهي مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» مشيرا إلى أن هذه العربات تستخدم أيضا لنقل الأسلحة المرصودة للمجموعة. وحسب مصادر أمنية استندت إليها «الجزائر تايمز» فإن بلعور نسج علاقات تجارية واسعة مع بعض المسؤولين الذين يعملون لصالح البوليساريو والمختصين في تهريب المواد الغذائية والسجائر. وأكدت «الجزائر تايمز» أن عناصر لمكافحة الشغب في مخيمات تندوف وضعت في حالة استنفار قصوى خلال الأيام الأخيرة مخافة حدوث ردود أفعال من طرف ساكنة المخيمات في هذه الفترة الحرجة. وأشارت إلى أن خمسة أشخاص من قبيلة البويهات وشخصين من قبيلة الفقرا وشخصا من قبيلة أولاد دليم قتلوا خلال هذا القصف الذي «تجهل حيثياته لحد الآن». وتابع المصدر ذاته أن الارتباك الكبير السائد لدى قيادة البوليساريو في مخيمات تندوف دفع هذه القيادة إلى التعتيم على هذه الضربة تفاديا لاندلاع احتجاجات من قبل أسر الضحايا خاصة وأنه يروج أن من بين هؤلاء حراس شخصيون للمدير المساعد لأمن البوليساريو.