أكد الناشط الجمعوي بالداخلة السيد عبد الرحمان التامك , أمس الخميس بنيويورك , أنه يستحيل محاربة الإرهاب بالمنطقة إذا واصلت الجزائر تسليح ميليشيات (البوليساريو). وقال السيد التامك في تدخل أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة "أنه لا يمكن القضاء على المجموعات المسلحة في وقت تواصل الجزائر احتضان وتسليح وتمويل وتشجيع الميليشيات المسلحة ل(البوليساريو) على معاداة الوحدة الترابية لبلد جار". وأضاف أنه ليس من الممكن أيضا "وضع حد لنشاط المجموعات الإرهابية مادامت الميليشيات الانفصالية ل(البوليساريو) تواصل التجول بكل حرية بأسلحتها في الصحراء الجزائرية". وتساءل السيد التامك وهو مدير غرفة الصناعة التقليدية بمدينة الداخلة, عن كيفية "التفريق بين قافلة مسلحة تابعة ل(البوليساريو) وقافلة للإرهابيين" مذكرا بما ما وقع في غشت الماضي "حينما قصفت مروحيتان جزائريتان قافلة ل(البوليساريو) جنوب غرب الجزائر وقتلت ثمانية أشخاص". وقال إن "الجيش الجزائري الذي "صنع وسلح ومول (البوليساريو) قد قصف هذه القافلة لأنه لم يتمكن من التفريق بين من يحميهم" والعناصر الإرهابية. وبالنسبة لمدير غرفة الصناعة التقليدية, فإن "حضور عناصر مسلحة من (البوليساريو) يشكل تهديدا حقيقيا للسلم بالمنطقة, كما يعد أصل المشاكل التي تعاني منها المنطقة بأكملها", مؤكدا بأن "الصراع حول الصحراء يشكل تهديدا للسلم والأمن, ليس فقط لشعوب المغرب العربي ولكن أيضا لجميع منطقة الساحل". وشدد على أن "هذا التهديد أصبح جد واقعي بمنطقة الساحل التي أصبحت مع مرور الوقت قلعة جديدة للمجموعات الإرهابية وللمهربين من جميع الأصناف", مضيفا أن "التطرف والإرهاب تسربا إلى المغرب العربي والساحل عبر الجزائر وتطرق السيد التامك , من جهة أخرى , إلى السباق الجنوني الذي تخوضه الجزائر من أجل التسلح, وذلك بفضل عائدات النفط والغاز وعلى حساب الحاجيات الحقيقية واليومية للشعب الجزائري. وقال "إذا لم تتمكن الجزائر , بهذه الترسانة , من مراقبة ترابها وتوقيف موجة العنف المتزايدة من قبل مجموعة من المتطرفين, فما هو الغرض من مواصلة هذا السباق نحو التسلح ?, وما الهدف من هذه السياسة الحربية المتواصلة بمنطقة حساسة يتهددها عدم الاستقرار ?". وسجل أن "التجربة بينت أنه لا يمكن معالجة هذا المشكل بالعنف من دون المساهمة والمشاركة الفعلية لمجموع بلدان المنطقة والقضاء على جميع الأسباب الحقيقية لهذا العنف, وذلك عبر إرساء مناخ من الشفافية والثقة والطمأنينة بين هذه البلدان". وقال السيد التامك "نعتبر بكل صدق أن السلم والأمن بهذا الجزء من العالم رهين بإعادة تحديد عميق للعلاقات بين بلدان المنطقة", مشيرا إلى أن "هذا التحديد سيمكن لا محالة المغرب والجزائر من الجلوس على نفس الطاولة لإيجاد حل سياسي لقضية الصحراء, لأنه لا يمكن التوصل لأي حل لهذا الملف من دون حسن النية والانخراط المباشر للجزائر".وخلص "باعتباري مواطنا مغربيا ينتمي الى الأقاليم الصحراوية ويعيش داخل هذه الأقاليم وفاعلا في جهود التنمية بهذه المنطقة من المغرب, فإني أريد أن أقول للجزائر : إن الوقت قد حان لطي هذه الصفحة الأليمة والتطلع نحو المستقبل, إن الوقت حان لترك شعوب المغرب العربي تسلك طريق الوحدة والتعاون. إن مستقبل المنطقة على كف عفريت".