أكد الباحث الجامعي سيرج لونغو ، مساءالخميس أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ،أن مخيمات تندوف تشكل أرضية خصبة لانتشار الإرهاب في منطقة المغرب العربي. وقال لونغو الباحث بجامعة (عمر بونغو) في ليبرفيل إن «أحد المخاطر الجسيمة المرتبطة بتفاقم نزاع الصحراء يكمن ، بالفعل ، في كون اللاجئين المطوقين في مخيمات تندوف ينتهي بهم الأمر إلى الاندماج في الحركات الإرهابية الناشطة في المنطقة». وأضاف في تحليل حول ضرورة تقوية سيادات الدول لمواجهة خطر الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، أن «مجموعة من العوامل ترجح أكثر هذا الاحتمال. ولاحظ أن مخيمات تندوف «تتمركز قرب ثكنات عسكرية تشرف عليها ميليشيات (البوليساريو)»، محذرا من أن هذا «التجاور بين اللاجئين المدنيين ومجموعات مسلحة, الذي يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، قد يدفع الشباب الصحراويين المقيمين في هذه المخيمات إلى استعمال المخزون الكبير من السلاح المتواجد هناك، بمجرد اعتناقهم لأفكار الجماعات الإرهابية». وتابع المتدخل أن «(البوليساريو) ، من خلال بيعها الأسلحة لهذه المجموعة ، تساهم ، أصلا وبشكل نشيط ، في اتساع رقعة الإرهاب بالمنطقة». كما اعتبر أن خطر استغلال السكان اللاجئين يتضاعف في ظل غياب حل في الأفق لمصيرهم، بالنظر لرفض (البوليساريو) والجزائر الانخراط في اتجاه حل نهائي للصراع, مما يدفعهم للاستسلام لليأس. كما حذر بالتالي من أنه في ظل هذه الظروف،«ستجد الجماعات الجهادية في مخيمات تندوف أرضية خصبة لاستقطاب إرهابيين محتملين». وفسر السيد لونغو في تحليله مفهوم «المناطق الرمادية»، الفضاءات العابرة للدول والخاضعة لسيطرة عصابات مسلحة غالبا ما تتراوح أنشطتها بين العمل السياسي والإجرام. وكذلك الأمر بالنسبة لمنطقة الساحل والصحراء الشاسعة التي أضحت في غضون سنوات معقلا جديدا للجماعات الإرهابية، حيث يبدو أن (تنظيم القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي) تتوفر على قاعدة خلفية في المنطقة للقيام بأنشطتها. وأشار إلى فضاء الساحل والصحراء، الذي يعد في الآن ذاته مسرحا للعمليات وقاعدة لاستقطاب وتدريب الإرهابيين، يشهد ، بالموازاة ، نموا في التهريب غير الشرعي للأسلحة والمخدرات والمهاجرين السريين. وتخول الأرباح التي تدرها أنشطة التهريب هذه للجماعات المسلحة تمويل عملياتها واستقطاب المزيد ضمن السكان المحليين. ونبه ، في هذا السياق على الخصوص ، من تحالف محتمل بين هذه الجماعات الإرهابية ولاجئي تندوف، بما يحمل ذلك من تهديد للسلم والاستقرار في المغرب العربي والساحل. كما أشار إلى أن تطبيق استراتيجيات مكافحة الإرهاب التي وضعها الأمريكيون والأوروبيون معا، يظل مستعصيا بسبب غياب التعاون بين دول المنطقة، موجها أصابع الاتهام للجزائر التي ترفض المشاركة، خاصة في الاتفاق المبرم في25 يناير2007 بالرباط بين إسبانيا وفرنسا والمغرب، الذي يلزم الأطراف الثلاثة بالتنسيق فيما بينها.