كما كان متوقعا سارعت الجزائر و صنيعتها البوليساريو الى احتواء وتلغيم الجهود الأممية لعقد جولة خامسة من المفاوضات بين أطراف النزاع بالصحراء المغربية المسترجعة , و تمت دعوة البوليساريو للاقدام مجددا على انتهاك خطير لاتفاق إطلاق النار الموقع مع المغرب منذ 18 سنة وتحريك عناصرها المسلحة الى ما وراء المنطقة المحظورة و المنزوعة السلاح بقوة القرارات الأممية الملزمة . و أدان المغرب في بلاغ لوزارة الداخلية ما وصفه بتسلل حوالي 1400 شخص من بينهم أجانب ، مؤطرين من قبل عناصر عسكرية من البوليساريو، ومزودين بأسلحة فردية،وأجهزة الكشف عن الألغام إلى المنطقة العازلة، شرق خط الدفاع بالقرب من منطقة المحبس،على متن 90 سيارة من نوع "جيب" و10 شاحنات،وسيارات أخرى ودراجات. وأضاف البلاغ أنه تم إطلاق عدة أعيرة نارية في الهواء واقتلاع أسلاك شائكة ، وذلك في خرق متعمد وسافر للاتفاقيات العسكرية المبرمة تحت إشراف الأممالمتحدة والتي تسهر بعثة المينورسو على احترام تنفيذها. و اعتبرت وزارة الخارجية المغربية في بيان صادر عنها إن "هذا العمل الذي تم مباشرة انطلاقا من التراب الجزائري يؤكد المسؤولية المباشرة لهذا البلد في إعداده وتنفيذه."وأضاف البيان أن "هذا الحادث ينضاف إلى المحاولات الأخرى المتكررة من قبل الجزائر والبوليساريو الرامية إلى تقويض جهود الأممالمتحدة من اجل إحياء المفاوضات " كما دعا الأممالمتحدة إلى "تحمل مسؤولياتها واتخاذ الإجراءات اللازمة من اجل فرض سلطتها على المنطقة المتواجدة بين خط الدفاع والترابين الجزائري والموريتاني . يذكر أن منطقة المحبس موضوع الانتهاك تعتبر بمقتضى اتفاق إطلاق النار الموقع بين الطرفين بشهر أبريل من سنة 1991 منطقة محظورة للتحركات العسكرية و المدنية وتمتد لمساحة لا تقل عن خمسة كيلومترات شرق السور الدفاعي الذي شيده المغرب بداية الثمانينيات لتأمين التجمعات السكنية الصحراوية من تغلغل مسلحي البوليساريو . وكانت مصادر صحفية قد تحدثت عن وقوع جريحين وسط متسللين الى داخل المنطقة المحظورة مؤطرين من طرف قوات البوليساريو ويتعلق الأمر بقاصرين من المحاصرين بمخيمات أجبرتهما البوليساريو على التوغل الى منطقة ملغمة في إطار حملة تسولية واستفزازية مكشوفة بإيعاز من الجزائر . وتفيد المعلومات أن جبهة البوليساريو والجزائر تخططان منذ سنتين لنقل جزء من الأنشطة العسكرية و المدنية للبوليساريو الى المنطقة المحظورة حول تيفاريتي ضمن مخطط لوضع المجتمع الدولي أمام الأمر الواقع ورفع العلم الصحراوي بداخل منطقة متنازع عليها و تحقيق هدف إستراتيجي كفيل بخلط أوراق ملف التسوية السياسية لملف الصراع وإعادته لنقطة الصفر . وتؤكد المعطيات الميدانية أن الجزائر استغلت مناسبة الجدل السياسي القائم بالجزائر حول نزاهة الانتخابات الرئاسية المجراة يوم الخميس الماضي لتحويل أنظار الرأي العام الجزائري عبر إشعال فتيل أزمة سياسية و ديبلوماسية جديدة مع المغرب . وكانت ذات المنطقة الموجودة جنوب غرب تندوف قد شهدت ليلة الخميس الماضي إحباط عملية ضخمة لتهريب زهاء الطنين من الحشيش من ولاية تندوف في اتجاه الأراضي الموريتانية , وعلى الرغم من أن السلطات الجزائرية التي أنجزت العملية تحفظت عن ذكر هوية الفاعل الرئيسي فإن المعلومات المتوفرة تؤكد أنه عنصر نشيط بجبهة البوليساريو استغل ظروف إنشغال فرق المراقبة الحدودية بتأمين الانتخابات الرئيسية و متابعة ردة فعل الجيش المغربي على واقعة الانتهاك لينفذ عملية تهريب المخدرات المتجذرة بأوساط تابعة للجبهة بمنطقة التماس الحدودي بين المغرب و الجزائر و موريتانيا .