آظهرت المباراة الودية التي خاضها المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم أمام نظيره الكونغولي أول أمس الأربعاء بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط أن عملا كبيرا وشاقا ينتظر الطاقم التقني الرباعي الذي يشرف على الأسود في أفق مواجهاته الحاسمة المقبلة برسم التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأسي إفريقيا للأمم ومونديال2010 وأولها يوم 5 شتنبر المقبل أمام منتخب الطوغو في العاصمة لومي. ووجدت العناصر الوطنية صعوبة كبيرة في إيجاد إيقاع المباراة التي قادها باقتدار الثلاثي الجزائري بنوزة وعماري وشبان، وبالتالي إمكانية تحقيق فوز معنوي على منتخب الطوغو حيث غاب التفاهم والانسجام بين اللاعبين وغابت كذلك النجاعة الهجومية، وبشكل أخص وسط الميدان الذي كان شبه معطل بفعل غياب فعالية اللاعب يوسف السفري الذي يبدو أن الوقت قد حان لتقاعده مشكورا. وعرفت بداية اللقاء ارتباكا واضحا في صفوف النخبة المغربية ولعل ذلك راجع للعب بعض اللاعبين في مراكز لم يتعودوا عليها وكذلك للغيابات الوازنة مثل حجي وبصير وزمامة وغيرهم وأيضا الوقت غير الكافي الذي تجمع فيه اللاعبون في معسكرهم التدريبي في المعمورة.. وكاد المنتخب الكونغولي يفتتح حصة التسجيل مع بداية الشوط الأول (د 4) عندما رفع اللاعب دونياما لاديسلاس الكرة على الحارس نادر لمياغري الذي كان متقدما عن مرماه لكن لحسن الحظ أخطأت الكرة اتجاه المرمى. وأتيحت للمغرب أول فرصة في اللقاء في الدقيقة 14 بواسطة مهاجم الجيش الملكي المنتقل إلى غانغان الفرنسي مصطفى العلاوي حيث انفرد بحارس مرمى الكونغو موكو باريل لكنه سدد بعشوائية فأضاع هدفا محققا. وفي الوقت الذي كانت تبحث فيه العناصر المغربية عن ضبط إيقاعها في المباراة فاجأ اللاعب الكونغولي ويلي إينزانغا (وليس مات موسيلو كما جاء في الورقة التقنية للمباراة) الجمهور المغربي بتسجيله هدفا مباغثا في الدقيقة 18 مستغلا خطأ فادحا للمدافع عبد السلام وادو عند محاولته إعادة الكرة للحارس لمياغري.. وأربك هذا الهدف لاعبي الأسود لكنهم سرعان ما استعادوا ثقتهم وكثفوا من هجوماتهم فأتيحت لهم عدة فرص خصوصا بواسطة كل من وادو (د24) وخرجة (د 31 و40) وبوصوفة (د 42) قبل أن يتمكن لاعب وسط الميدان كريم الأحمدي من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 44 من كرة تلقاها من زميله هشام بوشروان من الجهة اليسرى وجدته وحيدا أمام خط مربع العمليات فلم يجد عناء في إيداع الكرة في الجهة اليمنى للحارس الكونغولي. وخلال الشوط الثاني الذي عرف إقحام ثلاثة لاعبين دفعة واحدة وهم نبيل باها مكان العلاوي وعادل تاعرابت محل الأحمدي و جواد الزايري بدل بوصوفة، حافظ المنتخب المغربي على الإيقاع الذي أنهى به الشوط الأول اندفاع نحو المعترك الكونغولي قابله هذا الأخير بالهجمات المرتدة السريعة. وحاول اللاعبان الزايري وتاعرابت إعطاء الإضافة اللازمة في خط الهجوم لكن غرقهما في الاستعراض الفردي فوت على الأسود عدة محاولات. ورغم التبديلات الأخرى التي قام بها الطاقم التقني المغربي بإشراك كل من مروان الشماخ وعبد الرحمان كابوس إلا ذلك لم يغير من نتيجة اللقاء بل إن المنتخب الكونغولي كان قريبا في مناسبتين على الأقل من قلب الطاولة على الفريق المغربي من خلال المحاولتين الواضحتين اللتين أتيحتا له بواسطة لاعبيه ليز مويتس (د82 ) وويلي إينزانغا (د86) .. لتنتهي المباراة بالتعادل بهدف لمثله ولتبدأ المهمة الشاقة والجدية للطاقم الرباعي مومن وبناصيري وعموتة والسلامي لإعادة سكة الأسود إلى الطريق الصحيح.