اختتمت مساء الأحد 3 فبراير 2019، فعاليات ملتقى التراث العلمي في نسخته الثالثة، المنظم من طرف مؤسسة وعي بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية بوجدة، والذي دام أربعة أيام، بهدف نشر القيم المعرفية والتعريف بتاريخ العلوم والتراث الفكري والعلمي، وذلك بمشاركة مجموعة من العلماء والأساتذة الذين تناولوا مواضيع علمية في شتى المجالات والتخصصات. وقال حمزة مسعودي، رئيس مؤسسة وعي، في تصريح لجريدة “العلم” إن ملتقى التراث العلمي، بدأ في نسخته الأولى، بدراسة الحضارة الإسلامية في شقها العلمي، ثم في نسخته الثانية، باستحضار الحضارة المغاربية في جانبها العلمي، ليقف الملتقى في هذه الدورة، على التاريخ الإنساني في العلوم.
وأضاف المتحدث نفسه، أن النسحة الثالثة، تتوخى إبراز مساهمة كل الشخصيات من الحضارة الإغريقية واليونانية إلى عصرنا الحالي في تطوير العلوم، مشيرا إلى أن هذا الملتقى فرصة لفهم الماضي واستلهام المستقبل بطريقة إبداعية وشبابية. وقد افتتح الملتقى بندوة حاضر فيها مصطفى بن حمزة رئيس المجلس العلمي المحلي، أبرز من خلالها الدور المتميز، لجامع القرويين بفاس في التاريخ العلمي المغربي، والمتمثل في نشر الثقافة الدينية الصحيحة، ونوه بالعمل الذي تقوم به مؤسسة وعي، والشباب المنخرط فيها، مؤكدا أن للمعرفة دور كبير في بناء الإنسان. وذكر بن حمزة مجموعة من الكتب العلمية والعلماء المغاربة، الذين تركوا بصمة في التاريخ العلمي المغربي منهم؛ المختار السوسي صاحب موسوعة المعسول، والقاضي عياض الذي ألف كتاب “الشفا” وهو أفضل كتاب في احترام وتقدير الصحابة حسب قوله.
فعاليات ملتقى التراث العلمي بوجدة – معرض تاريخ العلوم
من جهته قال سمير بودينار مدير مركز الدرسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، إن التاريخ الإسلامي يزخر بالعلوم التي تبعث على الافتخار، مسترسلا أن مدينة قرطبة كانت تحتوي على 600 مسجد، و20 مكتبة عمومية، أما مكتبة الاسكندرية فقد كانت تضم 13 قاعة للندوت تتسع لحوالي 5000 آلاف طالب. وفي نفس الصدد أفادت مريم فورطاسي أستاذة تاريخ الطب بكلية الطب، أن المجتمع المغربي في حاجة ماسة لمثل هذه الملتقيات العلمية، لنشر الثقافة العلمية، مضيفة أنه رغم التطور الكبير الحاصل في المجال الطبي، إلا أن المجتمع المغربي ما زال يفسر سبب الأمراض بالتفسير نفسه الذي كان سائدا في العصور الوسطى.
فعاليات ملتقى التراث العلمي بوجدة – فضاء العالم الصغير
كما عرف الملتقى محاضرات أخرى منها؛ محاضرة محمد أمين الزهري الملقب بالزمكان تحدث من خلالها عن الثقب السوداء، وكل ما يتعلق بالفلك، ومحاضرات علمية حاضر فيها كل من الدكتورة نزيهة أمعاريج تحدثث عن دور التراث الإسلامي في تحقيق التعايش الديني والحوار الحضاري، فيما توقف الأستاذ محمد بن عبد الرحمان الحفظاوي عند المقومات المنهجية للتعامل مع التراث وتفعيل أدواره الإيجابية في المجتمع المعاصر، بدوره استحضر الأستاذ بدر المقري دور التراث العلمي المغربي في تحقيق الريادة.
وقد عرف معرض تاريخ العلوم مشاركة مجموعة من شباب “مؤسسة وعي” قاموا بتجسيد بعض العلماء في مشاهد حية، حيث تم تجسيد كل من أبو الريحان البيروني، وابن الشاطر، وغليليو غاليلي في الفلك، وابن سينا، وابن النفيس، ودافنشي ليوناردو، في الطب، وفيتاغورس، والبتاني، وماريا غيتانا، في الرياضيات، وغيرهم من العلماء. أما فضاء العالم الصغير فقد عرف عدة ورشات تقنية تعتمد على الأعمال اليدوية خصصت للأطفال.