افتتحت، مساء اليوم الخميس بوجدة، فعاليات ملتقى التراث العلمي، الذي تنظمه مؤسسة "وعي" تحت شعار "المعرفة هوية بقاء وقاطرة للمستقبل". ويتضمن الملتقى، الذي يتواصل إلى غاية 29 نونبر الجاري، معرضا للتعريف بأهم علماء الحضارة الإسلامية بطريقة تفاعلية يتقمص فيها منشط كل رواق شخصية عالم من هؤلاء العلماء ويقدم للزوار أهم منجزاته العلمية. كما يتضمن فضاء خاصا بالأطفال على شكل ورشات تأخذ الزوار الصغار في رحلة خيالية إلى عوالم هؤلاء العلماء وتقربهم من طريقة اشتغال أهم الآلات التي اخترعوها في تلك العصور. وقال حمزة مسعودي، رئيس مؤسسة "وعي"، في حفل افتتاح الملتقى، إن "صورة العالم الحالية هي، في جانب كبير منها، نتاج للعلوم والتقنيات التي أفرزتها جهود العلماء والباحثين عبر مختلف العصور"، لافتا إلى أن "تاريخ العلم والتقنية يعد جزء من تاريخ المجتمع الإنساني الذي أسهمت في صنعه كل الأمم على مر العصور". واعتبر أن علماء الحضارة الإسلامية كانوا من بين العلماء "الأكثر خبرة وتأثيرا في التعامل بمنهجية وإيجابية ورؤية نقدية مع ما وصل إليهم من إنجازات الحضارات القديمة وفي استجلاء حقائق الكون والحياة". وأكد أن الهدف من تنظيم الملتقى يتمثل في إثراء المدخل التاريخي في تدريس العلوم وتنمية الحس النقدي والثقة بالنفس لدى الناشئة، مضيفا أن المنظمين أنجزوا لهذا الغرض بحثا في "ذخائر تراثنا العلمي كشفا لقيمه المعرفية والتاريخية وإظهارا للفوائد التي نجنيها من إحياء هذا التراث ونشرا لثقافة الاهتمام بالعلوم". وتستضيف أروقة المعرض شخصيات علمية، مثل الشريف الإدريسي وعباس بن فرناس وفاطمة الفهرية وبديع الزمان الجزري ومريم الأسطرلابية، كما تتضمن آلات اخترعها هؤلاء، من قبيل ساعة الفيل وآلة تحويل الحركة الدائرية إلى حركة مستقيمة للجزري، والأسطرلاب لمريم الأسطرلابية. وسيتم تنظيم ندوات علمية تطرح للنقاش مواضيع، من قبيل منهجية البحث في تاريخ العلوم، فضلا عن تكريم مجموعة من الشخصيات البارزة في مجال العلوم والثقافة. وتنظم هذه التظاهرة بدعم من الجماعة الحضرية لوجدة ومركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية ووكالة التنمية لعمالة وأقاليم الجهة الشرقية والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة بالجهة الشرقية وجامعة محمد الأول بوجدة.