في إطار أنشطته الثقافية والعلمية، نظم المجلس العلمي المحلي لإقليم الحسيمة والمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بالإقليم والمجلسان العلميان لإقليمي الناظور والدريوش ومركز الريف للتراث والدراسات والأبحاث بالناظور ومركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة بتعاون ودعم من ولاية جهة تازةالحسيمة تاونات وبتنسيق مع مندوبية وزارة الثقافة الملتقى الثاني: " للتراث العلمي والحضاري بالريف" ، دورة ابن الزهراء عمر الورياغلي طيلة يومي 10 و 11 ماي 2014 بدار الثقافة الأمير مولاي الحسن بالحسيمة. افتتحت الندوة بكلمة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تلاها بالنيابة عنه الأمين العام للمجلس الأعلى محمد يسف، تحدث فيها عن المسؤولية المسندة للسادة رؤساء المجالس العلمية بجهة الريف، باعتباره ثغرا من ثغور الإسلام عبر التاريخ . كما ذكر فضيلته بأن قبيلة بني ورياغل كانت مؤطرة بثمانين مسجداً، وواحد وثلاثين ضريحاً، وتسع زوايا وسبع مدارس للتعليم الديني. ظلت مؤسسات مرجعية صامدة رغم تقلبات الظروف والأحداث. مشيرا إلى دور القوى الاستعمارية في إضعاف هوية الريف كجزء من التراث الوطني للمغرب. مختتما مداخلته بجملة توصيات وتوجيهات للسادة العلماء وأعضاء المجالس العلمية بالمنطقة من أجل تصحيح الضلالات الفكرية، والنهوض بمنطقة الريف. ومنوها بهذا النشاط باعتباره تكريماً لعلماء الريف واعترافا بفضلهم. بعد ذلك، تناول السيد رئيس المجلس العلمي بالحسيمة في مداخلته – بعد ترحيبه بالحضور- ضرورة رعاية فضلاء الريف وعلمائه من خلال تحقيق ودراسة مؤلفاتهم وتراثهم. كما تم في هذا الإطار- وضمن أشغال الملتقى الثاني- تكريم المرحوم الشيخ العلامة محمد حدو أمزيان الورياغلي رحمه الله (1916 9619) في شخص نجليه: "حذيفة أمزيان" عميد كلية بجامعة عبد الملك السعدي بتطوان. وأخيه حذيفة، وقدمت لهما بالمناسبة هدايا وشواهد تقديرية. وقد ألقى بهذه المناسبة ابن الشيخ المكرم "حذيفة أمزيان" كلمة موضحا بأن هذا الاحتفاء بأبيه هو احتفاء بعلماء المغرب، وعرج على بعض من مناقب والده وفضله في خدمة العلم وطلبته. استهلت الجلسة الصباحية الثانية بكلمة مدير دار الحديث الحسنية: د. أحمد الخمليشي الذي أورد جملة من إحصائيات سابقة للمحكمة القضائية بالحسيمة والتي تبين أُثر "العرض" في الوعي الجماعي لسكان المنطقة في تقليص نسب الطلاق مقارنة مع باقي مناطق المغرب. كما عرج على ظاهرة تباعد المساكن في منطقة بني ورياغل وما نتج عنه من سلوكات مجتمعية سلبية أثرت على عدد المتعلمين بالمنطقة عبر التاريخ. كما نبه إلى ضرورة العناية بالوثائق. مستشهدا ببعض الفتاوى بمدينة مليلية كفتوى تعويض المغتصبة. مُشيراً إلى أهمية المعرفة لما يسهل التواصل والاطلاع. وتواصلت أشغل الملتقى بأربع جلسات علمية ، شارك فيها ثلة من الساتذة الباحثين من مؤسسات علمية ومراكز بحثية قاربت موضوع الملتقى من عدة زوايا تاريخية وجغرافية واجتماعية وعلمية طيلة يومي الملتقى. تميز الملتقى بحضور وازن ونوعي، وبمساهمة ثلة من الطلبة الباحثين بسلكي الدكتوراه والماستر من جامعة محمد الأول بوجدة ، وكذا من مختلف الجامعات المغربية. وخلص الملتقى إلى توصيات كان أهمها: - تشكيل فرق بحثية في التراث العلمي والحضاري، مشتركة بين المجالس العلمية وجامعة محمد الأول وملحقاتها بالجهة ومراكز الدراسات والأبحاث بالجهة الشرقية وجهة تازةالحسيمة تاونات، وعقد شراكة بين هذه المؤسسات كلها تخص تنظيم هذا المجال. - فتح ماستر ودكتوراه حول التراث الديني والعلمي والحضاري بالريف الكبير عموما يشرف عليه أساتذة من شعبة الدراسات الإسلامية و التاريخ و الأدب العربي وعلم الاجتماع.. والمجالس العلمية. - تسريع إخراج مشروع متحف ومكتبة لتجميع تراث المنطقة المادي والمعنوي وعرضه بطرق علمية حديثة تسهل إمكان التعامل لتشكيل رؤية واضحة حول المنطقة وخصوصياتها. - الدعوة إلى إنقاذ ما تبقى من مآثر المنطقة وفتح المجال أمام مشاريع علمية للتنقيب الأثري ببلاد الريف. - الاستمرار في التنسيق مع الجهات التي اشتركت في تنظيم ودعم هذا الملتقى والانفتاح على أطراف وجهات أخرى ذات الصلة لتحضير ملتقيات مقبلة أكثر تخصصا بإذن الله تعالى. - الابتعاد عن النزعة القبلية والعصبية الجاهلية ومحاولة الاندماج مع الأعراق الأخرى لقول الله تعالى: (يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا). - البحث عن الوثائق وإخراجها للنور بتحقيقها، بحث في عمق الذات والهوية، إذ معرفة الأعلام هو عمق الحضارة قديما وحديثا، كما أن بها وبهم نفهم ماضينا ونبني حاضرنا ونستشرف مستقبلنا