اختتمت مساء أمس السبت أشغال الملتقى الرابع للذاكرة و التاريخ بالريف الذي نظمته جمعية (ذاكرة الريف) بدار الثقافة الأمير مولاي الحسن بمدينة الحسيمة "حول موضوع " المآثر التاريخية بالريف وسؤال التنمية "بمشاركة ثلة من الأساتذة والباحثين والمهتمين بالتاريخ والتراث من مختلف مدن المملكة. وقد تميز هذا الملتقى ,الذي نظم على مدى يومين بشراكة مع مندوبية وزارة الثقافة بالحسيمة وبتعاون مع مجلس جهة تازة -الحسيمة - تاونات ,بتكريم الأستاذين حسن الفيكيكي و زكي مبارك اللذان كرسا حياتهما للبحث و التنقيب في تاريخ المغرب بصفة عامة وتاريخ منطقة الريف بصفة خاصة . وقد أجمعت الشهادات, التي قدمت في حق الأستاذ حسن الفكيكي أنه يعتبر من أهم المؤرخين المغاربة الذين أنجبتهم منطقة الريف ,حيث تميز عطاؤه بالبحث والتنقيب وجمع الوثائق والصور والمخطوطات . والأستاذ الفكيكي باحث بمديرية الوثائق الملكية وعضو اتحاد المؤرخين العرب , من مؤسسي جمعية الحسن الوزان للمعرفة التاريخية بالقنيطرة ومدير مجلة المعرفة التاريخية الصادرة بالقنيطرة . ومن مؤلفاته المنشورة على الخصوص "سيدي محمد بن عبد الله وقضية مليلية المحتلة" و"المقاومة المغربية للوجود الاسباني بمليلية ( 1497-1859)" و"سبتة المغربية" , و"صفحات من الجهاد الوطني" و"الشريف محمد أمزيان شهيد الوعي الوطني (1908-1912)" . ومن بحوثه أيضا "المساهمة في معلمة المغرب" و"من أعلام الريف الشرقي , عيسى بن محمد البطوني" و"مكانة الثغور المغربية المحتلة في الاتفاق المغربي الإسباني سنة 1767 . من جهة اخرى أجمعت الشهادات على أن الأستاذ زكي مبارك , يعد من بين الباحثين المغاربة المرموقين الذين اهتموا بتاريخ المقاومة وجيش التحرير بمنطقة الريف , وهو عضو مؤسس للنادي الثقافي المغربي الايطالي وعضو مؤسس لمنتدى الفكر والحوار المغربي وعضو مؤسس للمجلة المغاربية للتاريخ ونائب الأمين العام لاتحاد المؤرخين العرب والمؤسس والأمين العام للجمعية المغربية للتاريخ البحري وخبير ومحاضر بالجامعة العربية ( قسم الشؤون الشبابية ) بتونس . ومن مؤلفاته باللغة العربية "سلسلة تاريخ المقاومة وجيش التحرير من أفواه رجالاتها المجاهد الحسين الزعري والسرجان عبد السلام الذهبي نموذجا " و"الظهير البربري من خلال مذكرة صالح العبدي" و"أصول الأزمة في العلاقات المغربية الجزائرية" علاوة على العديد من الأبحاث والدراسات التاريخية والسياسية نشرت في مجلات وطنية وأجنبية . وتضمن برنامج هذا الملتقى مجموعة من المداخلات منها على الخصوص مداخلة الأستاذ حسن الفكيكي تحت عنوان "تأملات في تراثنا الحضاري" ومداخلة الأستاذ منتصر لوكيلي تحت عنوان "المناظر الثقافية والتنمية, نموذج جبل كوركو بالريف الشرقي" ومداخلة الأستاذ مصطفى الغديري تحت عنوان " معلمة أمجاو في ذاكرة التاريخ "ومداخلة الأستاذين محمد العزوزي وطارق موجود تحت عنوان"النتائج الأولية لحفريات موقع المزمة الأثري, منطقة السور الجنوبي". وقد شدد المشاركون في هذا الملتقى العلمي على ضرورة صون المآثر التراثية بمنطقة الريف وحمايتها من الاندثار والتلف ,مؤكدين على انه لا يمكن الحديث عن تنمية حقيقة بدون الاهتمام بالتراث الحضاري لأي منطقة مع العلم أن منطقة الريف تضم مجموعة من المواقع الأثرية كمدينة المزمة , وقصبة سنادة , وقرية اذوز , وأبراج الطوريس ومدينة بادس وقصبة أربعاء تاوريرت وقوفا على مقر قيادة المجاهد محمد بن عبد الكريم وغيرها من الآثار التي شهدت تعاقب الأحداث و السنين والتي تتطلب الاهتمام من الوزارة الوصية. كما تضمن البرنامج قراءة في كتاب "الظل الوريف في محاربة الريف" للأستاذ رشيد يشوتي صدر مؤخرا ويشتمل على معطيات تهم المقاومة الريفية وعلاقة محمد بن عبد الكريم الخطابي مع الإسبان والفرنسيين . وتضمن البرنامج أيضا زيارة ميدانية إلى الموقع الأثري لمدينة (المزمة) ببلدية أجدير تم خلالها التعرف على واقع المعلمة التاريخية ومستقبلها والتي من شأنها تشجيع السياحة بالمنطقة . وفي هذا السياق أوضح رئيس جمعية ذاكرة الريف السيد عمر لمعلم أن الهدف من تنظيم هذا الملتقى يكمن في التعريف بمنطقة الريف وبما تزخر به من مؤهلات طبيعية ومآثر تاريخية من شأنها المساهمة في التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية. وقد تم خلال حفل ختامي نظمته الجمعية بالمناسبة توزيع هدايا وشهادات تقديرية على المكرمين بالاضافة إلى شهادات المشاركة . وقد نظمت مكتبة الجرموني بالحسيمة على هامش هذا الملتقى معرضا للكتاب تضمن مجموعة من الكتب في التاريخ منها على الخصوص "الظل الوريف في محاربة الريف " و"مذكرات عبد الكريم الخطابي" لعلي الإدريسي و"الريف قبل الحماية" لعبد الرحمان الطيبي و"الشريف محمد أمزيان" للأستاذ حسن الفكيكي و"عبد الكريم الخطابي من المقاومة إلى الاستقلال" للباحثة الاسبانية مرية روسا و"أسد الريف" للأستاذ عمر بلقاضي .