نظم مساء يوم السبت الماضي بقاعة الريف حفل اختتامي للدورة التاسعة لمهرجان مرتيل السينمائي تعهد فيه الرئيس الجديد للمجلس البلدي لهذه المدينة الجميلة بمواصلة دعمه المطلق المادي والمعنوي لناديها السينمائي والثقافي الساهر بكل حب وتفان وجدية وحماس واستماتة على تنظيم هذا المهرجان السنوي الدولي الحميمي المتميز عن باقي المهرجانات المغربية بجنسيات ضيوفه وأفلامه المتنوعة الشيقة والجيدة فنيا وتقنيا في أغلبها، والتي تجمع بين عدة أطباق وتجارب تختلف من بلد لآخر بثقافتها وحضارتها وفضاءاتها، أعمال تجمع بين الاحترافية واللمسات الفنية المتجلية في نوعية مواضيعها وكيفية تناولها، في التصوير والبناء الدرامي والإخراج والمونطاج والتشخيص وتوظيف المؤترات الخاصة وغيرها، وهي أنواع ممتعة ومفيدة للمشاهدين والسينمائيين. استضافت دورة هذه السنة كسابقاتها سينمائيين وفنانين من المغرب وإسبانيا ومن بعض بلدان أمريكا اللاتينية، واستضافت أيضا أفلاما روائية قصيرة ووثائقية مغربية وإسبانية وشيلية وأرجنتينية وكولومبية وبيروفية ومكسيكية تم عرض البعض منها (27 فيلم) في إطار المسابقة الخاصة بالأفلام الروائية القصيرة وعرض البعض الآخر (سبعة أفلام) في إطار مسابقة الأفلام الوثائقية. تكونت لجنة الأفلام الروائية القصيرة من المغاربة الأستاذ والكاتب محمد عز الدين التازي (الرئيس) والفنان التشكيلي محمد نبيلي وصوفي حفيظة لطفي مديرة النشر والتحرير لمجلة «سيني ماغ» وكاتب هذه السطور عمر بلخمار إضافة إلى الناقد الإسباني فرانسيسكو خابيير طورو مارنين عضو مكتب «جمعية مهرجانات السمعي البصري لمنطقة الأندلس» والمنتجة التلفزيونية والسينمائية الأرجنتينية كريستينا مارشيسي والمخرج الكولومبي هارولد طرومبيطير والذي سبق له أن أخرج العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية والوصلات الإشهارية. منحت هذه اللجنة الجائزة الكبرى لمدينة مرتيل لفيلم «تصفية الفئران» (LIMPIANDO SAPOS) من الإكوادور الذي تناول بنظرة تنديدية ضمنية موضوع الميليشيات التي توظف و تشغل الأطفال في الحروب والعمليات المسلحة، ومنحت هذه اللجنة الجائزة الخاصة بها إلى الفيلم المغربي «سراح مؤقت» من إخراج نوفل براوي وبطولة ثريا العلوي و علي أصمعي، وهو فيلم أقنع ونال إعجاب كل أعضاء اللجنة المغاربة والأجانب بدون استثناء، بل إن البعض منهم ألح على ترشيحه لنيل الجائزة الكبرى ، كما نوهت هذه اللجنة أيضا بفيلمي «المكلف» (ENCARGADO ) من إسبانيا و«أحمر» (ROJO RED ) من كولومبيا، وقد شاركت في هذه المسابقة ثمانية أفلام مغربية. لجنة الأفلام الوثائقية ترأسها الإسباني أكوستين مارتينيز رئيس قسم الأخبار في إذاعة» لوكاليا «بغرناطة، وتكونت من المخرج التلفزيوني الإسباني رفاييل كارسيا أرتيليس والكاتب والإعلامي المغربي المقتدر المتخصص في اللغة الإسبانية سعيد الجديدي، والممثلة المغربية السعدية لاديب، والأستاذ رشيد أمحجور مندوب وزارة الثقافة بطنجة، وكانت الجائزة الكبرى لمدينة مرتيل الخاصة بالأفلام الوثائقية من نصيب الفيلم الإسباني «أسامارا» (ASAMARA) الذي تناول موضوع الأطفال الذين يعانون منذ صغر سنهم في إفريقيا من أجل لقمة العيش والذين يقاومون بمختلف الوسائل في المدن والقرى من أجل الحياة. وتجدر الإشارة إلى أن كل أفلام هاتين المسابقتين عرضت بسينما الريف في ظروف تقنية جيدة وبكيفية مضبوطة ومحكمة وفق المواعيد المحددة في البرنامج، وهي إشارة ذات أهمية كبيرة ،لأن ضبط المسابقة الرسمية يعتبر عنصرا من العناصر التنظيمية الأساسية التي يقاس بها نجاح أو فشل أي مهرجان. الجدير بالذكر أيضا أن رئيس المجلس البلدي الجديد لمدينة مرتيل هو عاشق للسينما وعضو سابق في مكتب نادي مرتيل للسينما والثقافة المنظم لهذا المهرجان، وهو عشق وانتماء سيحفزانه كما صرح بذلك على تطوير هذا المهرجان الذي أصبح مصدر إشعاع لمدينة «مرتيل» داخل المغرب وفي إسبانيا وفي مختلف بلدان أمريكا اللاتينية، بل إنه خلق مع هذه البلدان الأجنبية أنشطة متبادلة وروابط متينة وهو دليل آخر على نجاحه وعلى طابعه الدولي.