تنطلق بعد غد الإثنين أنشطة الدورة التاسعة لمهرجان «مرتيل» السينمائي هذا المهرجان الدولي الصغير بمدينته و إمكانياته المادية و الكبير بنوعية أنشطته و ضيوفه و الذي يستضيف هذه السنة ضيوفا مرموقين من مختلف المهن السينمائية من المغرب و من بلدان ناطقة باللغة الإسبانية و هي إسبانيا و الأرجنتين و الشيلي و الإكوادور و المكسيك و كولومبيا . يتضمن برنامج هذه الدورة التي ستستغرق مدتها ستة أيام عدة عروض سينمائية داخل المسابقة الرسمية و خارجها، و أنشطة موازية متنوعة من بينها تنظيم مائدة مستديرة حول تجربة المخرج الراحل الفنان التطواني المرحوم حسن المفتي، و ندوة حول «تمثل الآخر في السينما الإسبانية»، و تكريم المخرج المغربي التطواني محمد إسماعيل و المخرجة الإسبانية بيلار طافورا، و تكريم السينما الكولومبية و السينما الفلسطينية كذلك مع استضافة المخرجين الفلسطينيين ميشال خليفي و عبد السلام شحادة، و نافذة على السينما الباسكية، و ورشات تكوينية في الميدان السينمائي للأطفال و الكبار، و تقديم كتاب «نظرة في سينما مصطفى الدرقاوي» من تأليف جماعي. المسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة تشمل 30 فيلما من بينها تسعة أفلام لمخرجين مغاربة من بينهم نوفل البراوي، عهد سودة، يوسف عفيفي، إدريس الإدريسي، مصطفى الشعبي و أحمد بايدو، بينما تشمل المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية 8 أفلام طويلة و قصيرة من بينها فيلم «الحي المنسي» (54دقيقة) من إخراج بشرى إيجورك. تتكون لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الروائية القصيرة التي يترأسها الكاتب محمد عز الدين التازي من مخرج كولومبي و منتجة و مخرجة إسبانية و من مدير مهرجان سينمائي إسباني إضافة إلى الفنان التشكيلي المغربي محمد نبيلي و صوفي حفيظة لطفي مديرة النشر و التحرير للمجلة السينمائية «CINE MAG» و الناقد السينمائي عمر بلخمار. لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الوثائقية يترأسها الإسباني أوغوستان مارتينيز مدير القناة التلفزيونية الجهوية للأندلس و تضم في عضويتها منتجا إسبانيا و الإعلامي المغربي سعيد الجديدي و الممثلة السعدية لديب و الأستاذ رشيد أمحجور المندوب الجهوي للثقافة بمدينة طنجة. ينظم هذا المهرجان السنوي و الذي يتطور من حسن إلى أحسن سنة بعد أخرى من طرف شابات و شباب النادي السينمائي لمدينة مرتيل بمساعدة بعض المؤسسات و على رأسها المجلس البلدي لهذه المدينة الذي يولي اهتماما خاصا بهذه التظاهرة السينمائية الحميمية المتفردة بتخصصها و أجوائها الصيفية و فضائها المتوسطي الأزرق الجميل و الذي قام خلال السنة الجارية بمبادرة غير مسبوقة ببلادنا حيث اشترى القاعة السينمائية «الريف» الموجودة بمدينة مرتيل و سلمها لهذا النادي السينمائي كي يستغلها و ينشطها طيلة أيام السنة، كما سبق لهذا المجلس في السنة الماضية أن أطلق إسم المخرج مصطفى الدرقاوي على أحد شوارع هذه المدينة، و هي مبادرات لا تخلو من نبل و دلالات لما تمثله من تجسيد للدعم الفعلي و الملموس للثقافة عامة و للسينما خاصة.