تتواصل أنشطة الدورة الخامسة عشرة لمهرجان تطوان لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط بعروضها السينمائية و أنشطتها الموازية إضافة إلى كونها فرصة للالتقاء بالسينمائيين من مختلف المهن و مختلف الأجيال و مختلف البلدان المتوسطية و من بينهم المخرج المغربي النشيط مصطفى الشعبي الذي سبق له أن أنجز أربعة أفلام قصيرة و ما لا يقل عن ثلاثين فيلما وثائقيا و ريبورتاجات باللغة العربية و الأمازيغية (الريفية) قام بإخراجها أو إنتاجها حول مختلف المواضيع الاجتماعية و تم عرض البعض منها في مختلف القنوات التلفزيونية الدولية. كانت فرصة الالتقاء به مناسبة لمشاهدة فيلمه القصير الجديد الذي كتب قصته و صوره و أخرجه و اختار له عنوان " أصدقاء الجنرال فرانكو " (22 دقيقة) كما اختار له بعض الممثلين للمشاركة في بطولته و على رأسهم الفنان المقتدر جمال العبابسي الذي شخص دوره بأداء احترافي متميز. يحكي هذا الفيلم الذي كتب له السيناريو و الحوار جمال أبرنوص و الذي لا يشارك قصة ثلاثة سجناء مغاربة خلال فترة الحماية الاسبانية يتم العفو عنهم من عقوبة الحبس بشرط أن يقبلوا المشاركة مع جيش الجنرال فرانكو في الحرب ضد أعدائه و خصومه بإسبانيا. السجناء الثلاثة قبلوا هذا الاقتراح على أمل الإفلات من عقوبة الحبس وتحقيق العيش الرغيد بعد عودتهم إلى بلدهم المغرب، ولكن حلمهم تبخر و أملهم لم يتحقق ليجدوا أنفسهم في وضعية اجتماعية مزرية و مأساوية، في بؤس و تهمشين و حرمان، معذبين بواقعهم و بذكريات الحرب المريرة عذابا نفسيا و جسديا. الموضوع تاريخي و مثير بنوعه، و القصة بسيطة و موجزة بمضمونها لا تتطلب من المشاهد جهدا لفهمها إذ تتوالى أحداثها وفق سرد خطي تتخلله بين الحين و الآخر بعض لقطات الفلاش باك التفسيرية بالأبيض و الأسود. يمتاز الفيلم بجودة التصوير و التشخيص و جمال الفضاءات الداخلية، كما بذل فيه مجهود ملموس في الماكياج و في توفير بعض الأكسسوارات القديمة الضرورية و المتنوعة، و كان يمكنه أن يكون أكثر عمقا من الناحية الدرامية و أكثر حرارة بالنسبة للقطات الحرب أيضا، هذه الحرارة التي تتطلب إمكانيات مادية و تقنية ضخمة و إخراجا محكما طبعا. الفيلم تاريخي انتقادي و تنديدي ، و هو فيلم من حجم 35 مم وما زال في مرحلة إنجاز عملية الترجمة و غير مبرمج لعرضه في هذه الدورة من مهرجان تطوان.