عمر بلخمار سيتم صباح يوم الأربعاء القادم بمقر المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان تكريم الفنان المقتدر الراحل الحاج حسن الصقلي من خلال تنظيم مائدة مستديرة للحديث عنه و إلقاء شهادات في حقه من طرف فنانين عاشروه أو اشتغلوا معه بهدف استحضار روحه و تسليط الضوء على مختلف الجوانب التي كان يجمع بينها كفنان و كإنسان و من بينهم محمد مفتاح ، محمد عفيفي، عبد الله العمراني، نرجس النجار، نور الدين لخماري ، محمد مجد و غيرهم. تدخل مبادرة هذا التكريم في إطار برنامج الدورة الخامسة عشرة لمهرجان تطوان لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط التي تنطلق أنشطتها مساء يومه السبت و هي مبادرة نبيلة و صائبة و مستحقة بامتياز. غادرنا الفنان الحاج حسن الصقلي إلى دار البقاء في شهر غشت الماضي بعد مرض لم ينفع فيه علاج، و هو قدر جعل الساحة الفنية المغربية تفقد أحد روادها و أحد أعمدتها في الفن الدرامي المسرحي و التلفزيوني و السينمائي. كان رحمه الله فنانا متميزا له حضور قوي و وازن في كل الأعمال التي شارك فيها، كان له حضور بشخصيته و حكمته و طريقته المتميزة في التشخيص، بحرارة هدوئه، بصمته و صوته الرخيم، بنظرته المعبرة بدون كلام، بنضجه و رزانته، بمشيته و قامته و أناقته و حنكته ، بوسامته و ابتسامته الطفولية البريئة. كان فنانا مثقفا ذواقا للفن و الحياة و عاشقا لوطنه، له رأي و حديث و موقف في مختلف الميادين الفنية و الأدبية و الاجتماعية و السياسية و الرياضية و الدينية و غيرها. كان شيق المعاشرة و المجالسة ، يحب الشعر و الطرب الأصيل ، بل يكتب الشعر و يغني لأصدقائه بالعربية و الفرنسية. ، كان شاعريا و فيلسوفا في حديثه و تحليلاته و ناقدا موضوعيا يميز بذكاء بين الجودة و الرداءة. كان لبيبا و دبلوماسيا في تعامله مع غيره و قنوعا عفيفا متمتعا بعزة النفس، لا يتملق لأحد و لا يسيء إلى أحد. كان كريما متواضع الطبع و هش الإحساس، كان يؤمن بما قل و دل لا يتهافت على الظهور بالأدوار التافهة. اشتغل الحاج حسن الصقلي رحمه الله مع مخرجين و ممثلين من مختلف الأجيال، و كان بتجربته الفنية الطويلة و حنكته و تواضعه أستاذا و مدرسة لكل الفنانين الناشئين، لا يبخل عليهم بنصائحه و اقتراحاته و ملاحظاته و تشجيعاته. شارك في عدة أفلام قصيرة من أقدمها « إبراهيم و الإسفنج « (1957) و قام بأدوار مختلفة في الأفلام الطويلة مع مختلف المخرجين من بينها فيلم « الرسالة» للراحل مصطفى العقاد، «ياريت» (1993) و «أصدقاء الأمس» (1998) و «فين ماشي يا موشي» (2007) لحسن بنجلون، «باي باي السويرتي» (1998) لداوود أولاد السيد، « النظرة» (2004) لنور الدين لخماري، « انهض يا مغرب» (2006) لنرجس النجار، « الإسلام يا سلام» (2007) لسعد الشرايبي ، «عود الورد» (2007) من إخراج لحسن زينون، و كان « كازا نيغرا» (الدارالبيضاء السوداء) هو آخر فيلم سينمائي طويل شارك فيه، و هو من إخراج نور الدين لخماري. إذا كان رحيل الحاج حسن الصقلي قد ترك فراغا كبيرا و رهيبا بين أقربائه و زملائه و أصدقائه من مختلف الميادين و البلدان، فإنه ترك بصمة خالدة في تاريخ الدراما المغربية و هو بذلك يستحق التكريم بتطوان و يستحقه بامتياز في كل المهرجانات السينمائية المغربية.