حظيت الزجالة والشاعرة نهاد بنعكيدة بشرف أول تكريم نسوي في مجال الإبداعات الزجلية من طرف وزارة الثقافة، خلال المهرجان الوطني الثالث الذي نظم بمدينة ابن سليمان، نهاية الأسبوع الجاري، بتعاون مع عمالة وبلدية ابن سليمان، وحملت دورته الثالثة التي جرت أنشطتها وندواتها داخل رياض القائد العربي ودار الثقافة وساحة 16 نونبر، اسم الزجال والمخرج السينمائي الراحل حسن المفتي. واعتبرت بنعكيدة التكريم بالكبير والمميز والذي جعلها تعيش فرحة العمر، مشيرة إلى عشقها الكبير للزجل الذي تمنت لو كان له رأس لداومت على تقبيله كل صباح ومساء. وخص الزجال محمد الراشق الذي كان عريس الدورة الثانية للمهرجان الوطني قبل سنتين المحتفى بها بشهادات حرص فيها على إعطاء تفاصيل ولوج نهاد عالم الزجل وكيف أنه احتضنها وتسلمها من والديها ليعيد نسجها بكلمات العامية الموزونة ويشعل نار الفتنة الزجلية ويشغل كل حواسها بها إلى درجة أنها أصبحت متيمة بالزجل، وتشكلت لديها شحنات أدبية جعلتها ملاكا تتغذى وتستنشق الزجل. وشارك في الدورة مجموعة من الشعراء والزجالين والفنانين التشكيليين أمثال (إدريس القرش ورضوان أفندي وإدريس بلعطار وعبد اللطيف بن يحيى ومحمد مثنى وعبد الرحيم باطما ومحمد مومر وآسية ورادة .... كما تم تنظيم سهرة عمومية تراثية وفنية وعرض لوحات الفنون التشكيلية ومعرض للوحات فنية مشكلة أساسا من منتوجات قديمة تخلد للتراث بالإقليم من إبداع فاطمة التركي. وتميز اليوم الأول الذي ترأسه الكاتب العام لوزارة الثقافة وعامل عمالة ابن سليمان بتقديم شهادات في حق الراحل حسن المفتي والزجالة نهاد بنعكيدة، تخللتها أنغام للعود من أداء الملحن عز الدين معتصم، رئيس الجوق الوطني للإذاعة والتلفزة، ونغمات صوتية للمطرب البشير عبدو. وعرف اليوم الثاني تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع «دور القصيدة الزجلية وتأثيرها على الأغنية المغربية، شارك فيها كل من محمد رمصيص وسعيد يقطين، تلتها قراءات زجلية. كما عرفت تقديم هدايا وجوائز للفائز بالمسابقة المحلية للزجل، وانتهت بقراءات زجلية متعددة. وقال شفيق بورقية، المدير الجهوي لوزارة الثقافة بجهة الشاوية ورديغة، إن المهرجان الذي عرف اختتام دورته الثالثة بالمدينة الخضراء، بدأ يلقى إشعاعا كبيرا، بفضل أهدافه النبيلة والمتمثلة في توسيع دائرة هذا النوع من الأدب المغربي العريق، وفتح المجال للشباب من أجل إبراز مواهبهم، موضحا أنه الجنس الأدبي الذي بإمكانه فتح جسر التواصل الفني والثقافي بين المغاربة، والأقرب إلى قلوبهم وإحساساتهم، بحكم أنه يخاطبهم عن مشاعر وأحاسيس ويقدم نصائح وموادا دسمة، معتمدا على اللهجات المغربية.مهرجان الزجل الذي لم يكتب له أن ينظم في وقته المحدد ككل سنة بسبب الانتخابات الجماعية والجزئية التي عرفتها البلاد، لم تحظ انطلاقته بتغطية إعلامية في مستوى نخبة الزجالين والزجالات الذين وفدوا على المدينة من مختلف المدن المغربية، حيث غاب الإعلام المرئي والمسموع. وهو ما ترك استياء لدى المنظمين والمشاركين على حد سواء. وتوفي الراحل حسن المفتي شهر نونبر 2008 بعد معاناة طويلة من مرض لم ينفع معه علاج، تاركا أرشيفا من الأعمال الزجلية والسينمائية. ويعتبر المفتي من أبرز الزجالين المغاربة، خلف مجموعة من القصائد الزجلية أبرزها ثلاث قصائد لحنها وأداها فنانون كبار، وهي «صدقت كلامهم» للفنان عبد الهادي بلخياط، و»قالولي حب» للفنان الراحل عبد السلام عامر و«الثلث الخالي» للفنان عبد الوهاب الدكالي. وصدر للمرحوم المفتي سنة 1998 ديوان زجلي يحمل عنوان «الثلث الخالي» عن سلسلة «شراع» كما يعتبر من رواد الفن السابع، ومن أشهر أعماله فيلم «دموع الندم» الذي أدى دور البطولة فيه الراحل محمد الحياني.